"سناء".. "سواقة ميكروباص" من أجل أبنائها الخمسة
8 أعوام تقريباً لم تذق فيها «سناء غريب» البالغة من العمر 50 سنة، طعم الراحة بعد وفاة زوجها، إثر معاناته مع المرض، ولم تكن تعلم ما ينتظرها من مشقة وعناء، بعد وفاته، ويبدو أن زوجها كان يتوقع ما ستتعرض له، فعلمها قيادة السيارة الميكروباص التى كان يمتلكها ويعمل بها على خط «قنا - الأقصر»، لتنفق من تلك المهنة الشاقة التى اعتاد الرجال امتهانها، على أبنائها الخمسة بعد وفاة الزوج. «سناء» قالت لـ«الوطن»: «بعد وفاة زوجى، ضهرى اتكسر»، وأصبحت مسئولة عن كل شىء، تربية الأبناء وتوفير معيشة كريمة لهم، ولم يكن سيتوافر ذلك لو تركت سيارة المرحوم التى عليها نحو 80 ألف جنيه كأقساط للبنوك، فاضطررت للعمل عليها بعد وفاة زوجى عام 2007 حتى الآن». وتضيف: «لو شغّلت سواق عليها مش هيحافظ عليها، وممكن يسرقنى، غير إنه بياخد ربع الإيراد وأنا فى عرض قرش علشان أربى 5 أيتام فى رقبتى، منهم 2 بيدرسوا و3 متخرجين».
«سناء» تحدثت عن معاناتها من تلك المهنة الشاقة، قائلة: «أتعرّض للكثير من المضايقات من الركاب الذين ينظرون إلىّ نظرة غريبة، لكن الكثير أيضاً ينظرون إلىّ بعطف لأنهم يعلمون أن الظروف هى التى أجبرتنى على فعل ذلك، كما أننى أتعرض للمضايقات فى الموقف بسبب أولوية التحميل، لكن ذلك لا يثنينى عن أداء عملى من أجل أبنائى». وتتمنى «سناء» من محافظ قنا أن يوفر وظيفة لابنها الحاصل على دبلوم صنايع منذ 8 سنوات، أو ابنتها الحاصلة على بكالوريوس تجارة حتى يساعداها فى توفير حياة كريمة لأشقائهما.