بروفايل| "محمود حسين" معزول "الجماعة"

بروفايل| "محمود حسين" معزول "الجماعة"
لم يعد يتمتع بالنفوذ الذى طالما فرضه على صفوف التنظيم، أصبح متهماً بالاختلاس، ومضطهداً من قبَل الكثيرين من قواعد التنظيم. لعله لم ينم ليلته، ربما استلقى على سريره يقلب فى الذاكرة ويردد متعجباً: «ما زلت الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، كيف يجرؤ هؤلاء الأولاد على عزلى؟! أنا محمود حسين، أنا الأمين العام، والأمين العام أنا».
كانت ليلة أمس الأول هى ليلة البيانات داخل تنظيم الإخوان. محمود حسين، الأمين العام للتنظيم، أصدر بياناً، على صفحته الشخصية، يؤكد فيه أنه الأمين العام للتنظيم، وأن مكتب الإرشاد القديم هو الذى يقود دفة الأمور، والحديث عن تشكيل مكتب جديد لم يكن إلا لجنة مؤقتة لإدارة الأزمة، والتى تم عزلها. بعدها رد محمد منتصر، المتحدث باسم الإخوان، فى بيان يعلن فيه أن «حسين» لم يعد الأمين العام للتنظيم، منذ فبراير 2014، وأنه جرى انتخاب أمين عام جديد داخل مصر.
لم يكن «محمود حسين» موجوداً فى القاهرة، خلال التظاهرات الحاشدة فى 30 يونيو. كان مقيماً فى «قطر» فى ذلك الوقت، وبعدما تم عزل «محمد مرسى»، وسجن عدد كبير من قيادات جماعة الإخوان، تولى «حسين» مهمة قيادة التنظيم، إلى جانب محمود عزت، ومحمود غزلان، وإبراهيم منير، وغيرهم، لكن سياستهم لم يرضَ عنها شباب الجماعة، وحتى يتمكن القيادات من احتواء هؤلاء الشباب جرى تعيين مجموعة منهم إلى جانب عدد من قيادات الجماعة، الذين كانوا يعملون فى الحزب مثل حسين إبراهيم، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، وشكلوا خلية للأزمة، دون إجراء انتخابات. ما يعنى وقتها أن مَن تم ضمهم لتشكيل لجنة لإدارة الأزمة تم اختيارهم من قبَل مكتب الإرشاد القديم. واستطاع الشباب ضم عدد من قيادات مكتب الإرشاد لصفهم، مثل محمد طه وهدان، حتى زادت قوتهم، وأعلنوا صراحة أن «محمود حسين» لم يعد أميناً عاماً للجماعة.
الصراع بين جبهة «محمود حسين»، وبين الجبهة الجديدة، صراع على المصالح. الكل يريد أن يتصدر المشهد، غير أن جبهة «حسين» تريد الحفاظ على منافعها الشخصية؛ خوفاً من المحاسبة، بعدما بدأت توجه لهم تهم الاختلاس، وتعالت أصوات بضرورة محاسبتهم. لا يزال «محمود حسين» ومن معه يسيطرون على مفاتيح التمويل والعلاقات الخارجية.
«محمود حسين» من مواليد يافا، وتنقَّل فى طفولته وشبابه بين غزة ورفح، ثم أسيوط بعد وفاة والده، ليكمل تعليمه الجامعى، وبعدها حصل على الدكتوراه من أمريكا، كما تعرف على الإخوان عبر المراكز الإسلامية وانضم لهم فى مرحلة شبابه.