ابن قرية «الفواخير»: على حب «الطين».. جيل بيسلم جيل

كتب: شروق مراد

ابن قرية «الفواخير»: على حب «الطين».. جيل بيسلم جيل

ابن قرية «الفواخير»: على حب «الطين».. جيل بيسلم جيل

يدان ملطختان بالطين، ووجه يتصبب عرقاً، مع وقوف «أسامة» تحت حرارة الشمس الحارقة لساعات طويلة، فى مكان يسيطر عليه الضوضاء، الصادرة عن ماكينات تصنيع ضخمة بمعقل صناعة الفخار، قرية الفواخير بمصر القديمة، إذ يُواصل العمال الليل بالنهار لصنع أوانٍ وتحف فنية من الفخار بدقة وحرفية عالية.

يعمل «أسامة» فى تصنيع الفخار منذ أن كان فى عمر 6 أعوام، يذهب إلى ورشة «المعلم» فى الصباح الباكر، يلاحظ حركات يديه ويقلده ببراعة شديدة، حتى إنه فضل العمل عن الدراسة، وبمرور الوقت أصبح مالكاً لورشة، بحسب حديثه لـ«الوطن»: «دخلت محو أمية لما كبرت شوية، وبالنسبة لى الفخار هو أهم حاجة، وعمودى الفقرى اللى بكسب منه، عشان زوجتى وولادى».

تشكيل الأوانى الفخارية ومنتجات الخزف

يمر تشكيل الأوانى الفخارية ومنتجات الخزف بعدة مراحل، تبدأ بوضع الطين فى حوض ضخم، ويضاف إليه المياه بالتدريج، ويتم العجن جيداً، وفى هذه المرحلة يمكن استخدام الأقدام للضغط على الخليط، ثم تأتى المرحلة الثانية وهى تنعيم العجين تماماً، بوضعها فى الماكينة وتشكيل الأوانى أو منتجات الخزف حسب المطلوب، ثم تحويلها من قوام طرى إلى صلب ومتماسك، بوضعها تحت أشعة الشمس بشكل مباشر.

ولا يتطلب الأمر بحسب «أسامة» أكثر من 120 دقيقة، خاصة عند ارتفاع درجات الحرارة، وبعدها توضع فى مكان مظلم، ثم يتم إعداد قاعدة لكل إناء، ويوضع فى الشمس مرة أخرى بين 3 إلى 5 ساعات حتى تجف، وتدخل الفرن على درجة حرارة عالية جداً، وتترك حتى تحصل على لون، وبذلك تصبح جاهزة.

«أسامة» من أشهر صناع الفخار فى قرية الفواخير 

يعد «أسامة» من أشهر صناع الفخار فى قرية الفواخير بمصر القديمة، والتى تم بناؤها منذ 10 سنوات فقط، إذ كانت تشتهر بكثرة العاملين فى صناعة الفخار، حتى تحول المكان إلى تحف فنية فخارية، يزين أصحابها الطرق والشوارع، لتعطى منظراً جمالياً، بالإضافة إلى الأسواق الخاصة ببيع الفخار: «الفواخير قرية لسه جديدة، مش زى القرى اللى بقالها سنين طويلة».

أسعار الفخار متوسطة

تعد أسعار الفخار متوسطة، ولا يمكن وضع سعر محدد، إذ يختلف الأمر على حسب الشكل والجودة، ويتزايد الطلب من المطاعم، كما يزداد الإقبال فى فصل الشتاء عن الصيف، بسبب وصفات الطواجن المختلفة لتدفئة الجسم: «الشتاء الموسم بتاعنا، وأقل مبيعات بتكون فى الصيف».


مواضيع متعلقة