قصة نجاح «أحمد» بدأت بمحو الأمية.. صانع فخار كرمته وزارة الثقافة

قصة نجاح «أحمد» بدأت بمحو الأمية.. صانع فخار كرمته وزارة الثقافة
- وزارة الثقافة
- الرئيس
- عبد الفتاح السيسي
- الفسطاط
- التربية والتعليم
- الفخار
- وزارة الثقافة
- الرئيس
- عبد الفتاح السيسي
- الفسطاط
- التربية والتعليم
- الفخار
أحيانًا تقسو عليك الحياة وتضع التحديات في طريقك، ما يصيبك بالإحباط، لكن قلة قليلة من تصمد وتسعى لتحقيق أهدافها بشغف وتحول الظروف التي كانت سببًا في عنائها إلى طريق للازدهار، منهم أحمد محمد زكي، نائب رئيس الجمعية التعاونية للفخار.
«أحمد» حرفي في العقد السادس من عمره يعمل في صناعة الفخار منذ أن كان في العاشرة، وُلد في أسرة فقيرة فاضطر أن يترك دراسته ويعمل في إعالة أسرته ولكن استهوته حرفة صناعة الفخار بشدة لدرجة أنه لم يفكر في تركها: «الحرفة بقت في دمي خلاص، الفخار عشق أكتر منه حرفة لأننا بنصنع تحف من اللاشئ».
رغم أن الظروف لم تكن دائما في صالح «أحمد» لكنه لم يتخل عن تعليمه وكانت النقطة الفاصلة بالنسبة له، موقف مؤثر واجهه عندما كان يعمل في ورشة ولم يستطع قراءة المكونات فأخطأ في الاستخدام وحينها وبخه صاحب الورشة على جهله: «صعبت عليا نفسي وقعدت فترة طويلة بقوم من النوم أعيط، أروح الشغل أعيط، ماشوفش حد رايح مدرسته إلاً وأعيط!».
تعلم القراءة والكتابة عن طريق الراديو
قرر «أحمد» ألا يستسلم عندما جاءه صوت من الراديو «ورقة وقلم ومراية وخلي بالكوا معايا»، كان برنامج محو الأمية لـ عبدالبديع قمحاوي بداية الطريق بالنسبة له، ومن ثم تعاقد مع زميل له أن يعلمه القراءة والكتابة مقابل أن يقوم ببعض أعمال الورشة بالنيابة عنه.
وتابع: «لغاية ما كبرت كنت بحاول أبقى مطلع على أكبر قدر ممكن من المعلومات وخصوصا لو مرتبط بحرفتي، كنت باخد كتب الدراسة الخاصة ببنتي عشان أذاكرها لحد ما حصلت على دبلومة في الزخرفة، مابذكرش الموضوع ده لكن أنا من جوايا فخور بيه جدا».
دعاية لنشر حرفة الفخار
«الحرفة دي علاج، طول ما أنا عايش لازم أحلم ولو مليون سنة، أنا شغال وكل اللي بتمناه من ربنا أني لحد ما أموت أفضل شغال»، كل محاولاته في السنوات الأخيرة كانت لعمل دعاية تساعد على ازدهار الحرفة وزيادة دعمها ماديًا ومعنويًا، كانت له طلبات ملحة فيما يخص الحرفة واستجاب لها الرئيس عبدالفتاح السيسي، سريعًا بعد زيارته لقرية الفواخير بحي الفسطاط، حينما قرر بناء مدرسة صنايع تطبيقية لتعليم الفخار ووقعت الجمعية التعاونية المستندات اللازمة مع وزارة التربية والتعليم.
حاز «أحمد» على العديد من الشهادات التقديرية، أهمها شهادة من وزارة الثقافة عن مشاركته في الأطلس العلمي، وكان هو الحرفي الوحيد وسط أكثر من 400 باحث وباحثة من كليات متخصصة، حينها ألقى كلمة في حضور وزير الثقافة وتحدث عن التفرقة الكبيرة بين الحرفي والأكاديمي على الرغم من أن عمل أحدهم لا يكتمل دون الآخر.
واقترح تغيير ذلك وما كان من رئيس المؤتمر وقتها إلا الاعتذار له وطلب من جميع الحضور أن يصافحونه من أسفل المنصة، وكان ذلك أثره عظيم على «أحمد» لدرجة جعلته يبكي ممتنًا لما وصل له من احترام وتقدير.