«إيدهم تتلف في حرير».. حربي وإخوته يتحدون الإعاقة البصرية بصناعة الفخار

«إيدهم تتلف في حرير».. حربي وإخوته يتحدون الإعاقة البصرية بصناعة الفخار
«إنّ الأبصار لا تعمى، لكن العمى يصيب القلوب» مقولة يؤمن بها صاحب 49 عاما، إذ وضعها كشعار رفعه طوال حياته، يتحدى به إعاقته البصرية التي أصيب بها عندما كان يبلغ 25 عاما، حتى استطاع أن يتخطاها وينجح فيما فشل فيه عدد ليس بالقليل من المبصرين، ليثبت لنفسه وللغير أنها لم تكن الحاجز بينه وبين العيش بشكل طبيعي، ليصبح أشهر صانع فخار هو وإخوته المكفوفين أيضا في محافظة قنا.
حربي وإخوته يتحدوا الإعاقة البصرية بصناعة الفخار
داخل ورشة صغير يجلس «حربي رسلي علي» صاحب 49 عاما وإخوته ليمارس المهنة التي ورثها عن والده: «بدأنا مهنة الفخار دي من وإحنا وصغيرين كنا بنساعد مع أبويا، وبعد لما اتوفى بقينا أنا وأخواتي بنمارسها عشان يفضل اسمه موجود»، بحسب ما رواه لـ «الوطن».
السبب وراء فقدان بصر الإخوه الثلاثة
تكون مياه بيضاء على شبكية العين هي ما تسببت في فقدان الإخوة الثلاثة لفقدان بصرها: «جالنا مياه بيضا على العين وبعدين أدت لانفصال في الشبكية وفقدنا بصرنا»، بحسب ما رواه «عم حربي»، لافتا إلى أنه لم يصب بالعمى منذ طفولته، ولكنه عندما كان يبلغ من العمر 25 عاما.
ليس من السهل على الإنسان أن يتأقلم مع فقدان بصره في سن الكبر، إذ صعوبات كثيره واجهها «عم حربي» في البداية هو وإخوته بعد فقدان بصرهم: «في الأول طبعا كان صعب علينا أني نتأقلم مع المهنة وإحنا فاقدين البصر وحسينا كأني لسه بنتعلم من جديد، وكنا بنبذل أقصى ما عندنا عشان نقدر نطلع شغل زي ما كنا مبصرين» وعلى الرغم من ذلك فإنه قرر أن يعيش حياته بصورة طبيعية، وألا يمكث في المنزل، ويُحرم من الحياة.
أنواع مختلفة من الأواني الفخارية يقوم الرجل الأربعيني وأخوته بتشكيلها: «بنعمل زير الألوان والقلل والطواجن الفخارية وأبراج الحمام»، مشيرا إلى أنه يبدأ عمله من الساعة 7 صباحا حتى الساعة 4 عصرا.