الكشف عن ورشة لتصنيع الأواني الفخارية بالإسكندرية.. من العصر الروماني

كتب: رضوى هاشم

الكشف عن ورشة لتصنيع الأواني الفخارية بالإسكندرية.. من العصر الروماني

الكشف عن ورشة لتصنيع الأواني الفخارية بالإسكندرية.. من العصر الروماني

نجحت البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار، العاملة بموقع تبة مطوح غرب الإسكندرية، في الكشف عن ورشة لصناعة الأواني الفخارية «الأمفورات» تعود لبدايات العصر الروماني، وذلك أثناء أعمال الحفائر التي تجريها بالموقع.

وأوضح الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن الورشة المكتشفة تتكون من مجموعة من الأفران، نجحت البعثة في الكشف عن اثنين منها محفورتين في الصخر، أحدهما في حالة جيدة من الحفظ له مدخل مقبي بالجانب الغربي كان يدخل من خلاله الفخارين إلى الفرن لرص الأمفورات، وبعد الانتهاء من عملية الرص يتم سد المدخل بكتل الطين وبقايا شقف الفخار، وكان يتم إدخال الوقود عن طريق ممر منحدر محفور في الصخر يقع إلى الأسفل من هذا المدخل.

تفاصيل الكشف الأثري

وأضاف «وزيري»، في بيان، اليوم الاثنين، أن الدلائل الأولية تشير إلى أنه تم استخدام هذه الورشة في عصور لاحقة، إذ تم استغلال المساحة الشمالية منها لإنشاء فرن لتصنيع الجير ربما يُؤرّخ للعصر البيزنطيّ وقد دُمر جزء من هذا الفرن في مرحلة لاحقة عند إعادة استخدام الموقع كجبانة في العصور الوسطى إذ عُثر بالفرن على دفنتين إحداهما لسيدة حامل، لافتا إلى أن البعثة ستستكمل أعمال حفائرها بالموقع للكشف عن المزيد خلال الفترة المقبلة.

من جانبه، قال الدكتور أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، أن البعثة نجحت كذلك في الكشف عن مبنى آخر يقع إلى الجنوب من هذين الفرنين كان يستخدم على الأرجح لحفظ أواني الإستخدام اليومي، إذ عُثر بداخله على مجموعة كبيرة من أواني الطهي وأواني المائدة، هذا بالإضافة إلى الكشف عن مجموعة من الوحدات مبنية من الحجر الجيري تُؤرخ بالعصر البطلمي كانت تستخدم لأغراض مختلفة، منها واحدة كانت تستخدم كإقامة مؤقتة للعمال، وهي تتكون من ثلاث عشرة غرفة استخدمت بعضها لإعداد الطعام إذ عُثر بداخلهم على مواقد وبقايا عظام حيوانات كبقايا عظام الخنازير والماعز والخراف وأسماك، كما استخدمت بعض الغرف الأخري للتصنيع إذ عُثر بها على مصاحن ومدقات وأمفورات ومكاييل بأنواع مختلفة ومغازل، وغرفة أخرى ربما استخدمت لطهي الطعام وبيعه إذ عُثر بها على بقايا أمفورات محفوظ بداخلها عظام أسماك ومواقد لطهي الطعام وعدد كبير من العملات بأرضية الحجرة، بينما استخدمت غرفة أخرى لإقامة الطقوس، إذ عثر بها على منصة مرتفعة عن أرضية الحجرة وعُثر بها على بعض أجزاء لتماثيل تراكوتا في حالة سيئة من الحفظ بعضها للمعبود حربوقراط وأخرى لملك مرتدي النمس الملكي.

الكشف عن مجموعة من العملات

وأشار الدكتور إبراهيم مصطفى رئيس البعثة، إلى أن البعثة نجحت كذلك في الكشف عن مجموعة كبيرة من العملات تُؤرخ أغلبها بالعصر البطلمي، وقامت البعثة بترميم عدد منها يظهر على البعض منه وجه الإسكندر الأكبر وعملة أخرى عليها وجه المعبود زيوس وأخرى عليها وجه الملكة كليوباترا.

كما عثرت البعثة على أجزاء من تماثيل التراكوتا لمعبودات وسيدات وتميمة تُعلق للمعبود بس، والتاج الريشيّ الخاص بالمعبود بس وجزء من تمثال مرتبط بالخصوبة، بالإضافة إلى أجزاء من خطاطيف الصيد والتي مارسها سكان المنطقة، بالإضافة إلى مرساة إحدى المراكب.

كما تم العثور على ما يقرب من مائة دفنة بالإضافة إلى جبانة بنظام فتحات الدفن المحفورة في الصخر، إلا أنها تعرضت للتدمير، الأمر الذي يؤكد أن الموقع تم استخدامه في عصر أقدم من العصر الذي بنيت فيه ورشة الفخار.


مواضيع متعلقة