الخوخ والبطيخ والكنتالوب.. "فاكهة" سيئة السمعة

«ترطب على القلب وتنعش البدن»، هكذا كانت وظيفة الفاكهة من قديم الأزل، قبل أن تكشف عن وجهها الآخر متسببة فى نزلات معوية وآلام بالمعدة، تتزايد مع ارتفاع درجات الحرارة فى فصل الصيف. «بلاش خوخ.. ممنوع أكل البطيخ.. تجنبوا الكنتالوب» شائعات ارتبطت بالفاكهة واعتاد المواطنون على سماعها، وعلى عمل جداول بأصناف الفاكهة «سيئة السمعة»، فى المقابل يحاول خبراء الزراعة تبرئة الثمار من تلك الشبهات، مؤكدين أن العيب فى الفلاح وليس فى المنتج المصرى. الفاكهة المصرية بخير، غير أن المعاملة الخاطئة هى التى تتسبب فى معاناة المواطنين، وفقاً لرأى الدكتور خيرى حسن، الأستاذ بمعهد البحوث الزراعية، حيث إن درجة الحرارة العالية التى تحدث خلال فصل الصيف، تعمل على رفع درجة التفاعلات والتنفس التى تحدث داخل الثمرة، وهى مركبات غير مرغوب فيها، وبالتالى من الضرورى عدم تناول أى ثمار بعد قطفها مباشرةً، ووضعها فى الثلاجة بضع ساعات على الأقل، لحين انتهاء عمليات الكيمياء الحيوية التى تحدث بداخلها. تقنين عملية رش المبيدات والهرمونات، هو ما ينادى به «خيرى»، حيث إن المحاولات التى يقوم بها الفلاح للتعجيل من نضج الثمرة وجنى المحصول سريعاً، وبالتالى الحصول على سعر عالٍ، هى ما تضر بصحة المواطنين، وللأسف يصعب مراقبة الفلاح، وأخذ عينات مستمرة من جميع المحاصيل، وإخضاعها لعملية تحليل تستغرق وقتاً طويلاً. الدكتورة شادية السيد عبدالعزيز، أستاذ مكافحة الآفات ووقاية النبات، أكدت أن عدم اتباع إرشادات استخدام المبيدات التى يتم رش النبات بها تتسبب فى نزلات معوية للمواطنين، والعديد من المخاطر الصحية، فلكل مبيد يتم استخدامه فترة معينة لا بد أن يظل موجوداً فى الأرض، لكن بسبب غياب الضمير والرغبة فى تحقيق مكاسب سريعة يقوم بعض الفلاحين بجمع المحصول دون الالتزام بالفترات المنصوص عليها. وبالرغم من وجود هيئات تابعة لوزارة الزراعة من المفترض أنها تقوم بالإشراف على المحاصيل، لكن يبقى ضمير الفلاح هو المحدد لمدى التزامه بالضوابط السليمة فى الزراعة من عدمه، حسب «شادية». تنصح أستاذ مكافحة الآفات ووقاية النبات، الفلاحين بالاتجاه نحو المكافحة البيولوجية باستخدام الهرمونات الآمنة، والمواد الجاذبة والمصائد الملونة، التى تعمل على خفض تعداد الآفة فى النبات إلى الحد الآمن، الذى لا يترتب عليه أى أضرار صحية على المواطن، كما تنصح المواطنين بغسل الخضراوات جيداً بماء جارٍ ثم تنقع فى مياه مزودة بالخل بنسبة 10%، بينما يتم غسل الفاكهة بالماء الجارى فقط، ويمكن إزالة القشرة من بعض أنواع الفاكهة لتقليل المخاطر.