١٨٠ مليون رجل حول العالم مرضى بـ"الضعف الجنسى"
شهدت العقود الثلاثة الماضية تطوراً مذهلاً فى مجال التشخيص الطبى بوجه عام فى جميع التخصصات، وقد انعكس هذا التطور على نظرة الأطباء لكثير من الأمراض بما فيها أمراض الذكورة، التى تشمل الضعف الجنسى وعقم الرجال والأمراض التناسلية المعدية، ما جعل تشخيص الأسباب المختلفة لضعف الانتصاب سهلاً ويمكن الوصول لأسبابه، وبالتالى تفتحت الآمال فى علاج هذا المرض الذى يعانى منه أكثر من ١٨٠ مليون رجل حول العالم، هذا ما أكده الدكتور طارق أنيس، أستاذ أمراض الذكورة كلية طب جامعة القاهرة، وقال: كى نصل إلى تشخيص دقيق يجب أن يمر المريض بسلسلة مترابطة من الفحوص منها التاريخ المرضى والحصول على كل المعلومات الخاصة بالمريض، بدءاً من بياناته الشخصية كالعمر والوظيفة إلى حالته الصحية العامة وما يشكو منه من أمراض حالية أو سابقة التى قد يكون لها علاقة بضعف الانتصاب كمرض السكر أو ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، كما يشمل التعرف على نمط الحياة الذى يلعب دوراً مهماً للإصابة بضعف الانتصاب، مثل التدخين وعدم ممارسة الرياضة وإدمان المواد المخدرة والخمور وكذلك قلة النوم أو التعرض المستمر لضغوط العمل والحياة.
البحث فى التاريخ الجنسى ومراجعة الأدوية التى يتناولها الرجل الذى يشكو من ضعف الانتصاب وكذلك العمليات الجراحية التى أجريت له جزء مهم من التاريخ المرضى، حيث إنها قد تكون مسئولة عن ضعف الانتصاب فيما يقرب من خمس الحالات وتحديد ما إذا كان ضعف الانتصاب يرجع لأسباب نفسية أو عضوية يعد من أهم أسباب مراجعة التاريخ المرضى، ومناظرة الزوجة من الخطوات المهمة، حيث تضيف الكثير من المعلومات المهمة عن العلاقة الزوجية النفسية التى تلعب دوراً كبيراً فى بعض الحالات، وأيضاً الفحص الإكلينيكى العام، حيث يقوم الطبيب بفحص المظاهر العامة للرجولة مع قياسات الطول والوزن وذلك لحساب معامل كتلة الجسم لتحديد مقدار السمنة وقياس ضغط الدم للجسم، وهذا غير الفحص الموضعى والاختبارات المعملية، وهناك اختبارات متخصصة، وهناك جهاز ريجيسلان لقياس الانتصاب أثناء النوم وهو لقياس صلابة القضيب أثناء نوم المريض لمدة ثلاث ليال متتالية، وأيضاً قياس حساسية المتقبلات العصبية لسطح العضو بجهاز بيوثزيوميتر، ويتيح هذا الاختبار معرفة مدى حساسية أعصاب العضو الذكرى وتشخيص حالات ضعف الانتصاب الناتجة من خلل الأعصاب كالتى تحدث فى مرضى السكر أو إصابات الحوض أو التى تحدث بعض العمليات الجراحية مثل استئصال أورام البروستاتا أو المستقيم.[FirstQuote]
3 خطوط لعلاج ضعف الانتصاب:
علاج ضعف الانتصاب له ثلاث مراحل أو خطوط متدرجة فى الصعوبة يمر بها المريض من خط إلى الخط التالى، حيث ينجح العلاج باستعمال خط العلاج الأول فى نحو ٩٠٪ من حالات ضعف الانتصاب، ويحتاج نحو ٥٪ لخط العلاج الثانى، بينما يحتاج ٥٪ آخرون لخط العلاج الثالث.
خط العلاج الأول:
يتكون من ست خطوات أولاها علاج الأسباب، ويتم فيه علاج الأمراض المزمنة التى تؤدى لضعف الانتصاب، مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع السكر فى الدم، وكذلك ضبط مستوى الدهون فى الدم، والخطوة الثانية هى تعديل نمط الحياة، مثل الإقلاع عن التدخين وإدمان المواد المخدرة والكحوليات وممارسة الرياضة والتخلص من الوزن الزائد والبعد عن ضغوط العمل والحياة وتناول الأطعمة الصحية والبعد عن الأطعمة التى تؤدى للسمنة وزيادة الدهون فى الدم، والخطوة الثالثة استبدال الأدوية المؤثرة على الانتصاب، مناقشة المشكلة مع الزوجين فيما يمكن تسميته «المائدة المستديرة»، حيث يتواجه الزوجان فى وجود الطبيب المعالج لمحاولة تقريب وجهات النظر، رفع الحرج والمسئولية عن الزوج والتأكيد على أنه ليس مسئولاً عن ضعفه وأنه غير مطالب بالأداء الجنسى الكامل إلا بعد تمام الشفاء، وهذا يجعل الزوج فى حالة استرخاء يساعده على تجاوز المحنة بسهولة، وإعطاء الزوجين تدريبات جنسية متدرجة.
خط العلاج الثانى:
يتم تعليم الرجل ضعيف الانتصاب كيفية حقن موسعات الأوعية الدموية داخل الجسم الكهفى بالقضيب، بحيث يتم استخدامها قبل المعاشرة الزوجية للحصول على الانتصاب وذلك بعد معايرة الجرعات اللازمة لكل رجل بواسطة الطبيب، وهناك جهاز صغير يتم من خلاله إدخال مادة بروستاجلاندين الموسعة للأوعية الدموية عن طريق فتحة قناة مجرى البول عند الحاجة للانتصاب عوضاً عن الحقن داخل القضيب الذى قد يسبب الألم أو الخوف لبعض المرضى.
خط العلاج الثالث وهو الجراحات:
تعتبر الجراحة هى الحل الأخير ولا تطبق إلا فى الحالات غير القابلة للشفاء بالوسائل الطبية والنفسية، ولا ينبغى التسرع واتخاذ قرار إجراء الجراحة إلا بعد استنفاد كل الوسائل الأخرى، حيث إن العضو الذكرى بعد الجراحة لا يمكن إعادته كما كان قبلها.
جراحة ربط الأوردة
وتستخدم هذه العملية فى نطاق ضيق لبعض حالات التسرب الوريدى فى حالة وجود أوردة بعينها يتسرب منها الدم ويمكن ربطها فى مكان محدد، وغالباً ما يكون ذلك نتيجة لعيب خلقى أو إصابة فى الحوض أو تليف بأنسجة القضيب.