د. عصام خليل يكتب: ملحمة شعبية وفاتحة عهد جديد

د. عصام خليل يكتب: ملحمة شعبية وفاتحة عهد جديد
- ثورة 30 يونيو
- الملحمة الشعبية
- «يسقط يسقط حكم المرشد»
- «تحيا مصر»
- ثورة 30 يونيو
- الملحمة الشعبية
- «يسقط يسقط حكم المرشد»
- «تحيا مصر»
هنا سطر المصريون ملحمة شعبية عارمة للخلاص من أنياب الذئاب الخاطفة التى أرادت محو الهوية وتبديد الحضارة والهيمنة على بلادنا الغالية ألفى عام، ولكن أحلام التنظيمات والقوى الداعمة تبددت أركانها تحت أقدام شعب مصر صانع الحضارة وأحفاد حورس كل المصريين الأحرار حراس الأرض والهوية الأصيلة.
بدأ مخاض الثورة فعلياً مع إعلان اسم مرشح الإخوان رئيساً وتوالت الاحتجاجات والهبَّات من كل فج وصوب على أرض المحروسة، تزايدت وتيرتها مواكبة مع إعلان سلاح الجماعة فى وجه شعب مصر بأكمله ما دفع الجميع لإعلان التمرد العام الذى تجاوز بسرعة البرق الخاطف أعداد الأصوات التى حصدها الإخوان عنوة أو برشوة أو بأفيون الدين.
المخاض منذ الساعات الأولى لمحاولات تنظيم فى 30 يونيو 2013 هبّت مصر على وقع ثورة شعبية عارمة، هزّت أركان نظام الجماعة الإرهابية التى استولت عرش الحاكم، وزلزلت عرش جماعة الإخوان المسلمين، الذين سيطروا على مقاليد السلطة.
ولأننا أمام شعب لا يرهب ومؤسسات مؤتمنة على مقدرات الأمة لم يخشَ أهل مصر وعيد وتهديد وإرهاب الإخوان وميليشيات الدعم التى كانت من كل بلد وجنسية، ولم يعد فى قوس الصبر منزع فكانت الثورة الشعبية الثانية فى أقل من ثلاثة أعوام.
لم يكن 30 يونيو مجرد يوم عادى فى تاريخ مصر، بل كان علامة فارقة، ومفصلاً حاسماً، فصل بين حلم يرنو إليه المصريون للأفضل وبين واقع مُرّ فرضته جماعة الإخوان المسلمين على الشعب المصرى، عقب عام واحد فقط من حكم مرسى، تجلت للجميع أكذوبة النهضة وأسدل الستار عن الوجه الحقيقى لأبواق الإفك أصحاب الحرية والعدالة حتى أصبح الشعب أجمع فى كابوس من القمع والتهميش.
تراجعت مصر لآلاف الخطوات ووصلت مؤشرات كل شىء إلى الحضيض حتى وصلنا للدرك الأسفل وتحولت حال بلد الأمن والأمان إلى مأوى لكل ميليشيا وتنظيم إرهابى وحروب الشوارع كاد يكون عنوان المرحلة.. وتعالت حدة الانقسامات المجتمعية فى ظل محاولات مستميتة لسيطرة الجماعة على مفاصل الدولة وقبض روحها من مبنى الإرشاد بالمقطم، أصبحت الهوية المصرية الأصيلة وقيمتها العريقة مُهددة بالفناء ولكن ليس على أرض مصر الأبية.
لم يصبر المصريون طويلاً على هذا الواقع المُرّ، فخرج الملايين فى جميع أنحاء البلاد، فى ثورة عارمة، هتفوا فيها بشعارات: «يسقط يسقط حكم المرشد» و«لا للإخوان» و«تحيا مصر».
كانت ثورة 30 يونيو ثورة شعبية حقيقية، شارك فيها جميع فئات المجتمع، من شباب وشيوخ ورجال ونساء، مسلمين ومسيحيين، متحدين تحت راية الوطن، رافضين الظلم والقمع، ومطالبين بالحرية والكرامة والحفاظ على هوية وطن مصر التى ألهمت العالم وعلمت الجميع معنى الحضارة والقيم والهوية.
ومن دواعى الفخر والاعتزاز أن حزب المصريين الأحرار الذى ولد من رحم ٢٥ يناير كان شريكاً أساسياً واستراتيجياً فى ثورة ٣٠ يونيو، بدأ من الحشد والدعم الشعبى للثورة، ونظّم العديد من الفعاليات والمؤتمرات، ونشر الوعى بمخاطر حكم الإخوان داخلياً وخارجياً، وشارك بنشاط فى التظاهرات والمسيرات، ووقف الحزب بجانب الشعب المصرى فى ثورته، مُدافعاً عن حقوقه ومطالبه، ومُساهماً فى إسقاط حكم جماعة الإخوان الإرهابية.
لم تكن ثورة 30 يونيو مجرد ثورة ضد نظام فاسد أو جماعة تكفر الجميع من خارج دوائرها، بل كانت ثورة من أجل حياة المصريين، لقد أفسحت المجال لانتخاب رجل يعرف قيمة الوطن وهو نموذج للوطنية الخالصة وابن أصيل للمؤسسة العسكرية صاحبة عنوان النصر أو الشهادة والشعب هو الحاكم والحكم، إنه الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أصبح رئيساً للبلاد.
وبدأت مسيرة الإصلاح المر والبناء للبلاد التى عانت حقباً طويلة وسنوات عديدة الإهمال الذى جعلها تصل إلى مرحلة الركام فى كافة الأشياء والملفات، ومنذ انتخاب الرئيس السيسى عام 2014 حققت مصر منذ ذلك الحين إنجازات كبيرة على مختلف الأصعدة، من استعادة الأمن والاستقرار، إلى تحسين الأداء الاقتصادى، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز مكانة مصر على الصعيد الدولى.
واجهت ثورة 30 يونيو العديد من التحديات، من حملات التشويه الإعلامى، إلى محاولات زعزعة الاستقرار، إلا أن الشعب المصرى بقى صامداً، وواجه كل هذه التحديات بإرادة قوية وعزيمة صلبة، ولعب الجيش المصرى دوراً هاماً فى حماية الثورة من مخططات جماعة الإخوان، ومنع انزلاق البلاد إلى الفوضى.
لقد كانت ثورة 30 يونيو انتصاراً للإرادة الشعبية، وانتصاراً لقيم الحرية والديمقراطية، وانتصاراً للهوية المصرية الأصيلة، لقد هزم الشعب المصرى قوى الظلام، وأكد قدرته على صياغة مستقبله بنفسه، وستظل ثورة 30 يونيو رمزاً لانتصار جديد صنيعة خالصة من الشعب المصرى على الظلم والقمع، لقد كانت ثورة شعبية حقيقية، ساهمت فى الحفاظ على الهوية المصرية، وفتحت الباب أمام مصير جديد وحياة للمصريين.