الحب في زمن الحرب.. فلسطينية تقرر الزواج والإنجاب وسط دمار غزة

الحب في زمن الحرب.. فلسطينية تقرر الزواج والإنجاب وسط دمار غزة
في حي من أحياء غزة المدمرة، حيث تتناثر الأنقاض كالشواهد الصامتة على عدوان الاحتلال الإسرائيلي ووسط أصوات القصف التي تمزق هدوء الليل، قررت الفلسطينية «نسمة الجملة» أن تتم زواجها من «شحادة بارود» على الرغم من الحرب، حيث أرادت أن تجعل من هذا الحدث شعلة الأمل والمقاومة، متحدية الظروف القاسية التي فرضها الاحتلال والحالة البائسة التي يعيشها أهالي القطاع، الذين فقدوا أحبائهم وبيوتهم وأراضيهم، واختارت أن تنسج سعادتها بيديها، رغم أن مظاهر الفرح قد غابت تحت غبار الحرب.
وحكت نسمة لـ«الوطن»، أن قرارها بالزواج وسط الحرب الضارية التي يمطر بها جيش الاحتلال قطاع غزة، وبين أنقاض المنازل التي كانت يومًا منازلها ومنازل أحبائها، كان رسالة تحدٍ للظروف القاسية، مضيفة: «أردت بهذا القرار أن أتحدى جدران اليأس التي يحاول الاحتلال بناءها حولنا، وأن أواجه مخططاته التي ترمي إلى خنق الحياة في غزة وزرع بذور الاستسلام في قلوبنا.. سنظل صامدين».
قلبها لم يعرف الانكسار
وعلى الرغم من أن الحرب قد دمرت منزلها وطردتها من أرضها، إلا أن قلبها لم يعرف الانكسار، فبين أحلام محطمة وجدران شهدت على آلاف المآسي الفلسطينية، أرادت نسمة أن تنثر بذور الحياة في تربة رويت بدماء الشهداء وتقدست برفات أجسادهم.
تردد أشعار الراحل المصري محمد نوح
وقررت أن تحمل في طفل ولسان حالها يردد أشعار الراحل المصري محمد نوح: «وإن كان في أرضك راح شهيد... فيه ألف غيره بيتولد»، مضيفة: «على كل امرأة أن تحمل وتلد ليس فقط لتعويض أعداد الشهداء الذين سقطوا، بل لتجدد حياة وأملًا في الحرية، ومواصلة الكفاح لا سيما وأن كل ولادة نورًا يتسلل إلى الظلام.. هكذا تربينا منذ الصغر».
وقالت بنبرة تحد للمحتل الغاشم: «أردت بحملي أن أواجه الإبادة بالولادة.. انتوا بتبيدو فينا وبدكم تمحونا.. لا احنا حنجيب ولاد وحنضل بهذه البلد لاخر نفس ضايلين»