«هولوكوست» ألمانيا النازية وإسرائيل الصهيونية (1)

عماد فؤاد

عماد فؤاد

كاتب صحفي

بجملة «البجاحة» والصلف الإسرائيلى رفعت منظمة «شورات هدين» اليمينية المتطرفة فى إسرائيل، دعاوى قضائية أمام المحكمة المركزية فى القدس، باسم (124) عائلة يهودية قُتل أحد أفرادها فى هجوم «طوفان الأقصى» يوم (7 أكتوبر) على المستوطنات المحيطة بغزة.

تطالب «شورات هدين» بإلزام السلطة الفلسطينية (فى رام الله)، وحركة «حماس»، ومنظمة «الجهاد الإسلامى»، بدفع (100) مليون شيكل (30 مليون دولار) عن كل قتيل، بإجمالى يصل إلى 3.7 مليار دولار.

المنظمة الصهيونية اعتادت منذ تأسيسها (عام 2002) رفع دعاوى مماثلة فى إسرائيل والولايات المتحدة وكندا وعدة دول أوروبية، ضد المنظمات الفلسطينية، ودول أخرى مثل مصر وسوريا وإيران وكوريا الشمالية، وضد بنوك عالمية مثل «يو بى إس» السويسرى، ومصرف لبنان المركزى، وبنك الصين.

واعترفت رئيسة المنظمة «نيتسانا درشان» بتعاونها مع حكومات إسرائيل، للحصول على معلومات من مختلف مؤسسات «تل أبيب»، ومن بينها «الموساد» و«الشاباك»، لتقديمها كأدلة قانونية أمام المحاكم، وتمكنت المنظمة من الحصول على أحكام بدفع تعويضات بقيمة مليارى دولار، وتم تنفيذ بعضها بقيمة (200) مليون دولار، تم توزيعها على عائلات القتلى الإسرائيليين.

وفى الدعوى الجديدة، تعمدت المنظمة الصهيونية إقحام السلطة الفلسطينية بوصفها الممول الرسمى لحكومة «حماس» فى غزة، كما تتحصل السلطة على أموالها من إسرائيل مباشرة، من متحصلات الضرائب والجمارك التى تحصلها السلطات الإسرائيلية لصالح الحكومة الفلسطينية فى «رام الله» وهو ما يسهّل عملية مصادرتها وخصمها سلفاً.

اعتادت إسرائيل «ابتزاز» العالم للحصول على الأموال كتعويضات عن قتلاها، خلال ما تصفه بـ«العمليات الإرهابية»، التى فى حقيقتها صراع مسلح بينها ككيان استيطانى، وفصائل مقاومة تسعى لتحرير الأراضى المحتلة.

وما زالت إسرائيل حريصة على إحياء ذاكرة العالم بقضية «الهولوكوست» التى وقعت فى ألمانيا النازية، فى عهد أودلف هتلر أواخر الثلاثينات من القرن الماضى.

وفى يونيو عام (2021)، أعلنت منظمة «مؤتمر المطالبات اليهودية المادية ضد ألمانيا» التى تهدف إلى تحصيل تعويضات لضحايا «الهولوكوست» عن حصولها على (767 مليون دولار) إضافية، حيث بلغ مجموع التعويضات التى دفعتها الحكومات الألمانية (التى لم ترتكب الجريمة) لإسرائيل حتى الآن أكثر من (90) مليار دولار.

وفى الوقت الذى تزعم فيه إسرائيل عن مقتل 6 ملايين يهودى خلال «الهولوكوست»، وأثناء الحرب العالمية الثانية، وما قبلها، (من عام 1935 حتى عام 1945)، يؤكد مؤرخون غربيون أن العدد لا يزيد على 775 ألف يهودى فقط، وفى دراسة للمؤرخ الأمريكى «فريد آرثر»، أشار إلى أن ادعاءات المحرقة غير جادة، تأسيساً على اكتشاف غرف الحجر الصحى المخصصة لمعالجة اليهود -آنذاك- ممن كانوا يصابون بالأوبئة المختلفة.

وأكد الصحفى الأمريكى دوجلاس ريد، أحد المشاركين فى تغطية الحرب العالمية الثانية، أن إحراق أى شخص فى غرف الغاز يحتاج إلى ساعتين تقريباً، وهو ما يعنى أن إحراق (6 ملايين يهودى) يحتاج إلى عشرات السنين.

وتتعامل إسرائيل باعتبارها وريث ضحايا «الهولوكوست»، وبموجب الاتفاقية الثنائية التى وقعتها فى سبتمبر عام (1952) مع ألمانيا الغربية التى اعترفت بالمسئولية الكاملة عن «الهولوكوست»، حصلت على مليارات الدولارات.. وللحديث بقية.