تاريخ طويل من النضال والوطنية والفداء سطره التاريخ بأحرف من نور لأبناء القبائل العربية فى كافة محافظاتنا الحدودية الشرقية والغربية والجنوبية.. بطولات رائعة سجلها التاريخ لأبناء سيناء الذين كانوا فى مقدمة الصفوف مع أبطال قواتنا المسلحة الباسلة خلال كل الحروب التى شهدتها أرض الفيروز إبان حرب الاستنزاف، وخلال حرب أكتوبر المجيدة وخلال الحرب الشرسة ضد الإرهاب والآن يشاركون بكل قوة فى معركة التعمير والبناء والتنمية التى يقودها الرئيس عبدالفتاح السيسى.
قديماً يذكر التاريخ أن الدولة المصرية أسست فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر «منظمة سيناء العربية» عقب نكسة 1967، بالتعاون بين الأجهزة الأمنية المعنية وأكثر من 1000 مدنى من بدو سيناء وأبناء محافظات القناة، لينفذوا العديد من العمليات الفدائية والبطولية، وكبّدوا إسرائيل خسائر كبيرة فى الجنود والمعدات.
ويزخر التاريخ ببطولات بدو سيناء ولن ينسى إحباطهم لمخطط جيش الاحتلال الإسرائيلى لتدويل سيناء فى ستينات القرن الماضى حينما نظموا مؤتمراً دولياً أمام وسائل الإعلام العالمية لإعلان تدويل سيناء ليفاجأ الأعداء بمشايخ سيناء يعلنون أنّها أرض مصرية وستظل مصرية.
وحديثاً تم إنشاء اتحاد القبائل العربية خلال الحرب على الإرهاب بسيناء حيث تعاون أبناء سيناء الشرفاء مع القوات المسلحة الباسلة لمواجهة دنس الإرهاب الغاشم، وشكلت 30 قبيلة سيناوية ما يُعرف بـ«اتحاد قبائل سيناء»، والذين كانوا خير داعم فى تطهير الأرض من دنس الإرهاب، وعودة الحياة لطبيعتها. وعلى مدار سنوات عديدة رأينا عدة اتحادات للقبائل العربية فى سيناء والقاهرة ومطروح وأسوان، والفيوم، ولأن الاتحاد قوة ولأن حب الوطن يجرى فى عروق أبناء القبائل العربية فى طول مصر وعرضها، جاءت فكرة الشيخ إبراهيم العرجانى لجمع كل الكيانات الموجودة لتكون موجودة فى اتحاد واحد لإبراز الدور الوطنى للقبائل العربية وجمع كل القبائل خلف الدولة.
وقد اجتمع الرئيس مع مشايخ القبائل أكثر من مرة لأجل توحيد كل القبائل العربية فى اتحاد واحد، خاصةً قبائل المحافظات الحدودية، وأصبح اتحاد القبائل العربية اتحاداً واحداً بقيادة الشيخ إبراهيم العرجانى، لتكون كل القبائل العربية يداً واحدة خلف الرئيس السيسى وعرفاناً للجميل اختار اتحاد القبائل العربية الرئيس السيسى ليكون الرئيس الشرفى للاتحاد.
وفى احتفالية كبرى بقرية العجرة جنوب رفح الخميس الماضى شارك فيها عدد كبير من رجال الساسة والإعلاميين والفنانين والرياضيين ورؤساء الأحزاب ونواب الشعب وفى حضور جماهيرى حاشد تم تدشين والإعلان عن تأسيس «اتحاد القبائل العربية».. الاتحاد يضم رموزاً وكيانات متعددة، بهدف خلق إطار شعبى وطنى يضم أبناء القبائل العربية وتوحيد الصف وإدماج كافة الكيانات القبلية فى إطار واحد لدعم الثوابت الوطنية.
توافق الجميع على أن يكون الرئيس السيسى رئيساً شرفياً للاتحاد، وبناء على رغبة أبناء سيناء تقرر تغيير اسم منطقة العجرة إلى مدينة «السيسى» وهى مدينة تستهدف أن تكون من مدن الجيل الرابع من حيث الرقمنة والخدمات والتقدم، وذلك فى لمسة وفاء من أبناء سيناء للقائد الذى وضع سيناء على الخريطة التنموية للمرة الأولى فى تاريخها، بعد أن تم القضاء على الإرهاب.
وقد تم اختيار الشيخ إبراهيم العرجانى، رئيس اتحاد قبائل سيناء، رئيساً لاتحاد القبائل العربية، وأحمد رسلان، رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب سابقاً، نائباً للرئيس، واللواء أحمد صقر، محافظ الغربية الأسبق، نائباً للرئيس.
كما تم اختيار الكاتب الصحفى الكبير مصطفى بكرى، عضو مجلس النواب، متحدثاً رسمياً للاتحاد وسيبدأ الاتحاد عقد مؤتمرات فى سيناء والصعيد والدلتا وغرب البلاد وفى منطقة قناة السويس. بالتأكيد لن تنسى مصر الدور التاريخى الذى لعبته القبائل المصرية، خاصة فى ظل إدراكها التحديات التى تواجه الوطن على كل المحاور الاستراتيجية كافة، ووقوفها إلى جانب الدولة، سواء كذراع لها فى حرب الاستنزاف ثم حرب أكتوبر وأيضاً فى معركة الحرب على الإرهاب، أو فى تنمية كل ربوع سيناء.. هذه القبائل كانت تدرك دورها الوطنى ومسئوليتها الاجتماعية من أرضية وطنية.. والآن هناك إنجازات كبرى تشهدها أرض الفيروز، عقب تطهيرها من الإرهاب لأنها تمثل العمق الاستراتيجى للبلاد وعنواناً لتاريخ طويل من كفاح الشعب المصرى العظيم، ما جعلها بقعة غالية على قلب كل مصرى.. عاشت مصر برجالها وأبنائها المخلصين.