لم يكن مجرد مشهد عابر، ذلك الذى صاحب تفقد الرئيس عبدالفتاح السيسى طلاب الأكاديمية العسكرية، وفى الخلفية شرح لكيفية تدمير الدبابة الإسرائيلية «ميركافا».
المشهد استوقف كافة وسائل الإعلام الإسرائيلية التى شنت هجوماً حاداً على مصر، بعد أن اعتبرته تهديداً واضحاً لإسرائيل، وتحذيراً صريحاً ومباشراً بعدم اجتياح مدينة رفح الفلسطينية.
واستعرض موقع «nziv» الإخبارى الإسرائيلى زيارة الرئيس السيسى، ولفت إلى التدريب الخاص للقوات المسلحة المصرية، للتعرف على كيفية مواجهة الدبابات الإسرائيلية، ودراسة نقاط الضعف فى أنظمة الدفاع للدبابة التى تعتبرها إسرائيل فخر صناعتها الحربية.
وقال الموقع الإسرائيلى إن هذا التطور الذى كشفه السيسى، يبدو متعمداً بعد تهديدات «نتنياهو» باجتياح «رفح» المتاخمة للحدود المصرية.
واختتم الموقع تقريره قائلاً: إنه إذا كان رئيس مصر يعتقد أنه يهدد إسرائيل رغم كل العلاقات القائمة بين البلدين فى إطار اتفاقية السلام فهو مخطئ.
ووصف «إيتاى بلومنتال» المحرر العسكرى الإسرائيلى الشهير المشهد بأنه «لافت ومثير»، وأعرب عن دهشته من الفيديو الذى بثته الرئاسة المصرية، متضمناً عرض «ميركافا» على المتدربين المصريين، وكيفية تدميرها ودراسة عيوب نظام حمايتها المعروف باسم «تروفى».
وعلى مواقع التواصل الاجتماعى تساءل مغردون إسرائيليون: ما هى الرسالة التى يريد المصريون توجيهها لنا فى هذا التوقيت؟، وأجاب آخرون بأن «السيسى» يبعث برسائل الطمأنينة للمصريين، بشأن قدرات الأكاديميات العسكرية المصرية على مسايرة العلم، ودراسة كل أنواع الأسلحة والتعامل معها.
المشهد كان لافتاً لكل وسائل الإعلام فى العالم، التى تناولته بالرصد والتحليل عدة أيام، ولفتت إلى أنه كان صادماً لقناعة الإسرائيليين بأن دبابتهم التى يصل وزنها إلى (65 ألف كيلوجرام) هى الأحدث والأكثر تطوراً، وهى أبرز الأسلحة فى حروب المدن، وأنها تتميز بتصميم يوفر لطاقمها حماية إضافية تضمن نجاته حال تعرضها لضربة قاصمة، وأنها مجهزة بنظام الحماية النشطة، القادر على تدمير الصواريخ والمقذوفات المهاجمة لها، وكذلك مقاومة الصواريخ الموجهة ضدها من الجو، وقدرتها الفائقة على التصدى لأسلحة الهجوم العلوية المضادة للدبابات، ومواجهة الحرائق والقدرة على إطلاق النيران وبكثافة ضد الطائرات. وتعد من أبرز الأسلحة فى حروب المدن.
والمعروف أن الإصدار الأخير والأحدث من الدبابة الإسرائيلية المعروف باسم «ميركافا مارك 4»، ظهر عام (2004) بعد مرور قرابة (25) عاماً من ظهور الإصدار الأول (عام 1979)، وقامت إسرائيل خلال السنوات الأخيرة بتطويرها، وتم تزويدها بنظام ذكاء اصطناعى متقدم. وفى تعليقه لموقع «العربية. نت»، قال اللواء أيمن جبريل زميل الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، إن المشهد الذى بثته الرئاسة المصرية، يعد رسالة طمأنة لجميع الدول المحيطة بالمنطقة، والتى يتوقف أمنها القومى على استقرار أمن مصر، وتعلم جيداً أن أمن مصر هو أحد الأسباب الرئيسية لاستقرار أمنها، كما يؤكد أن القوات المسلحة المصرية فى حالة تأهب مستمر ودائم، وليس وقتياً.
ولفت «جبريل» إلى أن ما تضمنه المشهد حول الدبابة الإسرائيلية «ميركافا»، يجسد مفهوم الردع، الذى يتم تدريسه فى جميع المدارس العسكرية فى العالم، للوقوف على قدرات المعدات العسكرية فى الدول المحيطة، كما هو الحال فى الجانب الإسرائيلى الذى يدرس كفاءة وقدرات المعدات العسكرية للجيش المصرى.
وللحديث بقية.