تُدرك إسرائيل جيداً أن مكمن الردع الأكثر خطراً هو الجيش المصرى، وترتبط خطورته بمكمن الردع الأول، وهو تهديد مصر بتعليق اتفاقية السلام بين البلدين.
وحذّر اللواء الإسرائيلى المتقاعد «إسحق بريك»، فى حوار مع صحيفة «جيروزاليم بوست»، من انهيار السلام مع مصر، ووجّه حديثه لرئيس الوزراء «نتنياهو»، قائلاً: «إن ذلك سيجعل من مصر عدواً غير قابل للإيقاف».
وأشار «بريك» إلى أن الجيش المصرى هو الأقوى حالياً فى الشرق الأوسط، ولديه أربعة آلاف دبابة، وألفا دبابة حديثة، ومئات الطائرات الأكثر تقدّماً، وقواته البحرية هى الأفضل على الإطلاق.
وقال اللواء الإسرائيلى المتقاعد إنهم (المصريين)، منذ سنوات يبنون الطرق السريعة المؤدية إلى سيناء، وإسرائيل هى الهدف، وهم لا يبنون الجيش لأى مكان آخر.
وأكد «بريك»: «اتخاذ قرار واحد بإلغاء السلام يجعل مصر دولة معادية، وليس لدينا حتى لواء للوقوف ضدها».
ما قاله اللواء الإسرائيلى المتقاعد يتّفق مع تحذير الخبير العسكرى الأمريكى «دوجلاس ماك جريجور»، لكل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل من دخول الجيش المصرى على خط المواجهة فى الحرب على غزة، عندما قال فى مقابلة تليفزيونية مع «تاكر كارلسون»، المذيع الأمريكى الأشهر والأعلى مشاهدة حالياً: «هذه احتمالية مروّعة لا نريدها».
وقال بمنتهى الوضوح: علينا التفكير فى مصر التى حافظت على السلام فى المنطقة لعقود، لأنه إذا حدث وهاجمت مصر إسرائيل، فإن ذلك سيجلب أطرافاً أخرى للمعركة، وسنجابه فجأة حرباً إقليمية واسعة، لن تكون لها أضرار اقتصادية ومادية وجسدية على عدة مستويات فحسب، بل يُمكنها أن تُهدّد وجود إسرائيل نفسها.
التحذير من خطورة الجيش المصرى لم يقف عند حدود العسكريين فقط، لكنه أثار أيضاً رعب السياسيين، وهو ما كشفته تصريحات «أرييه الداد» عضو الكنيست للقناة السابعة الإسرائيلية، الذى حذّر حكومة بلاده من تعاظم قوة مصر فى المنطقة، خاصة تفوقها العسكرى، مؤكداً أنها تُشكل الخطر الأكبر على إسرائيل، وقال «إن قدرات الجيش المصرى فى صحراء سيناء مرعبة».
وطالب «الداد» بضرورة أن تضيف إسرائيل إلى جانب التهديدات المحيطة بها خيار الحرب مع مصر، بسبب قوة المصريين وسلوكهم.
وقال عضو الكنيست السابق: «مرت سنوات، بعد توقيع اتفاق السلام مع مصر، الذى تنازلنا فيه عن سيناء كلها، وكان الاتفاق ينص على الضمانة الوحيدة لنا، وهى تخفيف القوات المصرية فى سيناء، ومع مرور السنين، تآكل هذا الاتفاق تماماً وحدث العكس».
وأوضح عضو الكنيست الإسرائيلى: «عندما نقف على كيفية التدريبات السنوية للمصريين، نعرف أنهم يتدرّبون على الحرب ضد إسرائيل، وأنهم يستطيعون نقل جميع الفرق إلى سيناء فى وقت قصير، عبر عشرات الجسور فوق القناة، والأنفاق من تحتها، وقال لا يوجد سبب سياحى أو قضايا تنموية تستلزم كل هذه الممرات والجسور والأنفاق.
وأشار «الداد» إلى أن خريطة التهديدات المحيطة ببلاده التى يقرها الجيش الإسرائيلى فى بداية كل عام، تشمل إيران وحماس وحزب الله، ولا تشير إلى مصر، التى يجب أن نكون مستعدين دائماً للحرب معها، ولا نستهين بجيشها النظامى الكبير.
إسرائيل تتابع بكل الاهتمام تطور الجيش المصرى، ولا تخفى قلقها من تنامى قدراته التى لم تُحد منها اتفاقية السلام كما كانت تأمل فى ذلك.
وللحديث بقية.