رئيس تيار الاستقلال: موقف الرئيس السيسي أربك حسابات قادة الاحتلال (حوار)

رئيس تيار الاستقلال: موقف الرئيس السيسي أربك حسابات قادة الاحتلال (حوار)
- حرب الإبادة
- «الفيتو» الأمريكى
- الانتهاكات الإسرائيلية
- المقاومة الفلسطينية
- حرب الإبادة
- «الفيتو» الأمريكى
- الانتهاكات الإسرائيلية
- المقاومة الفلسطينية
قال الدكتور محمد أبوسمرة، المؤرخ الفلسطينى، رئيس تيار الاستقلال الفلسطينى، إن موقف مصر والرئيس عبدالفتاح السيسى، أربك حسابات قادة الاحتلال، وأفشل مخططاتهم ومؤامراتهم ضد الشعب الفلسطينى.
خسائر حرب غزة تجاوزت 120 مليار دولار
وأكد «أبوسمرة»، فى حوار لـ«الوطن»، أن الشعب الفلسطينى لن يغفر ولن يسامح فى جرائم إسرائيل ضد أبنائه، وسيورث الأجيال القادمة مشاعر الكراهية ضد الاحتلال، مضيفاً أن الخسائر من العدوان تجاوزت 120 مليار دولار، ونحتاج إلى سنوات طويلة للتعافى من الكارثة، ولولا الدعم الأمريكى والغربى ما استمر العدوان أكثر من ساعة.. وإلى نص الحوار:
كيف ترى معاناة قطاع غزة خلال 200 يوم من الحرب؟
- فى الشهر السابع للعدوان الوحشى المتواصل والمستمر، وتحديداً فى اليوم الـ200 من الحرب يتعرّض الشعب الفلسطينى المظلوم المنكوب فى قطاع غزة لأبشع أنواع الإجرام، ولعمليات تطهير عرقى وحرب إبادة لم يشهد التاريخ مثلها، ولم تشهد لها البشرية مثيلاً، وحتى اليوم وصل عدد الشهداء والمفقودين إلى مائة ألف شهيد ومفقود، وزاد عدد الجرحى والمصابين على 150 ألف جريح، وهناك أكثر من 30 ألف معتقل من قطاع غزة وحده، مجهولى المصير، وتم تدمير 80% من قطاع غزة، فى حين تم تدمير البنية التحتية بشكل كامل، وفاقت الخسائر والأضرار حسب التقديرات الأولية 120 مليار دولار، ويحتاج القطاع من أجل إزالة آثار العدوان وإعادة الإعمار وتعويض الأضرار إلى ضعف هذا المبلغ، فى حين زادت نسبة الفقر والجوع فى القطاع على 100%، وشهد العالم أجمع استشهاد مئات الفلسطينيين فى غزة وشمال القطاع تحديداً، وفى عموم مناطق وأحياء القطاع استُشهد المئات جوعاً وعطشاً ومرضاً نتيجة عدم توافر الطعام والماء والدواء، كل هذا يتم مع استمرار الحصار الخانق المشدّد على القطاع براً وبحراً وجواً، ومع استمرار العدوان باستهداف جميع أشكال الحياة الإنسانية والبيئية والزراعية والحيوانية فى قطاع غزة، وهو يحرم الإنسان الفلسطينى من حقه الطبيعى فى الحياة، ويدمّر كل مكونات وأسس الحياة فى القطاع، ويقتل الإنسان الفلسطينى ويحرق الشجر ويدمّر الحجر ويقتل الحيوانات والطيور، وكل ما يتعلق بالبيئة ويعمل لتحويل قطاع غزة إلى بقعة جغرافية طاردة للحياة الطبيعية والآدمية والحيوانية والبيئية والزراعية، ومانعة لها، وجعلها أرضاً محروقة لا تصلح لأى شىء.
كيف نصل إلى وقف لإطلاق النار؟
- من المهم جداً إرغام الاحتلال على وقف العدوان ووقف إطلاق النار، لأن قيادة دولة الاحتلال، خاصة نتنياهو، أصبح من الواضح أن أهم أهدافها وأهدافه استمرار الحرب والعدوان إلى ما لا نهاية، والحرب فى حد ذاتها أصبحت هدفهم المنشود.
كم يحتاج الفلسطينيون إلى التعافى من العدوان؟
- يحتاج الفلسطينيون فى قطاع غزة خصوصاً، وفى فلسطين المحتلة وكل أماكن وجودهم عشرات السنين، وربما أكثر من ذلك للتعافى من هول المجزرة وحرب الإبادة والتطهير العرقى المتواصل فى قطاع غزة، وكذلك فى الضفة الغربية والقدس المحتلة، وربما نحتاج إلى نشأة عشرات الأجيال، وإن كنتُ أعتقد أنه من الصعب علينا التعافى من آثار الإجرام، وسنظل نحمل فى داخلنا نكباتنا وكوارثنا ومصائبنا، إلى ما لا نهاية ولن ننسى، ولن نغفر، ولن نسامح، بل سنورث الأجيال المتعاقبة جبال الهموم والأحزان والمآسى، ومشاعر الكراهية للاحتلال، وكل من شارك فى صُنع مأساتنا وعلى العالم أجمع أن يستشعر حجم الكارثة والمصيبة التى نعانى منها بسبب الاحتلال.
كيف ترى تصريحات «بن غفير» المحرّضة على إعدام الأسرى الفلسطينيين للسيطرة على تكدّس الأسرى فى السجون؟
- «بن غفير» مجرم حرب، ومن المعروف أنه مُتطرف وأحد أكثر زعماء المستوطنين تطرفاً، وسبق محاكمته بتهمة ارتكاب جرائم جنائية وإرهابية ضد الفلسطينيين فى القدس والضفة الغربية، ومواقفه ضد الأسرى الفلسطينيين فى سجون ومعتقلات العدو تعبّر عن جوهر وحقيقة العقلية المجرمة التى تمارس القتل بحق الفلسطينيين فى القدس والضفة والقطاع وداخل المعتقلات طوال الأوقات.
خلال 200 يوم كانت القضية الفلسطينية محل اهتمام عالمى على مستوى الحكومات والشعوب.. هل استفاد الفلسطينيون من هذا الدعم؟
- مع استمرار العدوان طوال 200 يوم شهد الصراع تطورات دراماتيكية، وبات يُهدّد الاستقرار فى المنطقة والإقليم والشرق الأوسط بأسره، والعالم أجمع، ورأينا نحن والعالم أسوأ الكوابيس تتحقّق أمام أعيننا وأعين الجميع، وشهدت وما زالت تشهد الكثير من العواصم والمدن العربية والغربية مسيرات ومظاهرات يومية وأسبوعية غير مسبوقة منذ سنوات، تنديداً بالحرب والعدوان، كما عادت القضية الفلسطينية إلى مركزيتها وموقعها المتقدّم فى اهتمامات المنطقة والإقليم والعالم، وإلى جانب الدعم الجماهيرى فى العواصم والمدن الغربية، وكان هناك الكثير من النشاط المؤيّد والداعم لفلسطين فى أمريكا اللاتينية كما هو الحال فى تشيلى والبرازيل، اللتين استدعيتا سفيريهما من الكيان الصهيونى، وقطعت بوليفيا وكولومبيا علاقاتها مع إسرائيل، فضلاً عن دعوى جنوب أفريقيا ضد دولة الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية وطُرح وقف العدوان على غزة على مجلس الأمن أكثر من مرة والمطالبات الأممية المستمرة بوقف إطلاق النار، وغيرها من المحاولات، وكل هذا أعاد إلى القضية محوريتها وأهيمتها ولكن لا نزال ننتظر حلاً.
وماذا عن الدور المصرى؟
- شهادة للتاريخ وقفت الشقيقة الكبرى مصر، ورئيسها عبدالفتاح السيسى وقيادتها وحكومتها وجيشها وكل أجهرتها السيادية، بمنتهى الصلابة والعناد والبسالة والشجاعة والقوة، بالتعاون مع القيادتين الفلسطينية والأردنية فى مواجهة العدوان ضد قطاع غزة والشعب الفلسطينى وضد جميع المخططات والمؤامرات، وفى مقدمتها مخطط تهجير وطرد الفلسطينيين من قطاع غزة ومن الضفة الغربية والقدس المحتلة نحو الأردن، وهو ما أربك حسابات قادة الاحتلال، وأفشل جميع مخططاتهم ومؤامراتهم التى كانت تعتمد على استمرار العدوان وطرد الفلسطينيين من القدس وغزة والضفة الغربية لتصفية القضية الفلسطينية بالضربة القاضية وبشكل نهائى، ويؤكد أن مصر تتابع جيداً أبعاد المخطط والخطر الذى يُخطط له الاحتلال فى «حرب غزة»، ونؤكد أن مصر وحدها تحوز على ثقة واحترام الكل الفلسطينى، وهى الدولة الوحيدة المقبولة والأقرب إلى الكل الفلسطينى، ومصر الطرف الوحيد الذى يمكنه أن يحوز رضا الفلسطينيين للقيام بعملية إعادة إعمار غزة والإشراف عليها، ومن الضرورى إعداد خطة طوارئ عاجلة تتعلق بهذا الملف للبدء فيها باليوم التالى لتوقف الحرب والعدوان.
لو لم تفعل أمريكا ذلك، لشعرنا بأن هناك خللاً فى موازين القوى بالعالم، هذه هى أمريكا التى نعرفها وتعرفنا، أمريكا هى المسئولة عن كل قطرة دم فلسطينية وعربية سالت على الأراضى الفلسطينية والعربية المحتلة من إسرائيل، فمنذ عام 1948، وأمريكا هى أول دولة على مستوى العالم تعترف بإسرائيل بعد نشأتها واغتصابها ثلثى أرض فلسطين، ولولا الدعم الأمريكى والغربى، فلن تستطيع دولة الاحتلال اغتصاب الأراضى والحقوق التاريخية المشروعة والشرعية، ولولا الدعم الأمريكى والغربى خلال السنوات الماضية بالسلاح والطائرات والعتاد والذخيرة والمال والاقتصاد والدعم الاستخباراتى والأمنى واللوجيستى والسياسى، لما تمكنت دولة الاحتلال من الاستمرار فى العدوان ساعة واحدة.