ياسر وإسانسيره "المتزوق".. "قصة حب 16 سنة"
![ياسر وإسانسيره](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/346735_Large_20150507093153_27.jpg)
يستيقظ في موعده كالمعتاد، يتناول طعامه مع زوجته وأولاده الثلاثة وكُله رضا بما كتب الله له، يبدأ استعداده للذهاب إلى "مملكته الخاصة" - مقر عمله - بـ"جراج العتبة"، لقضاء 8 ساعات داخل المصعد الخاص بالجراج، بين وروده وروائحه العطرة المنتشرة في المكان، وموسيقاه التي يفضلها تُعزف في الخلفية.
ياسر عبدالصبور، عامل المصعد "البشوش جدًا"، استلم عمله بـ"جراج العتبة" منذ 16 عامًا تقريبًا، يروي قصته مع "الإسانسير" الذي أضاف له لمساته الخاصة، لـ"الوطن": "أول ما جيت هنا اشتغلت 8 ساعات.. كانوا تُقال عليا، فحاولت أعمل من المكان اللي أنا فيه ده حاجة كويسة".
"كاسيت" لتشغيل أغانيه وموسيقاه المفضلة، ومروحة لتبرد عليه سخونة الصيف ولتجديد الهواء في المكان، وورودًا لوضع لمسة اللون الأخضر، وروائح عطرة تفوح من كابينة المصعد، كلها أشياء اشتراها ياسر لتسهيل وقت عمله، وإراحة نفسيته.
"الـ8 ساعات دلوقتي بقوا زي الفل"، قالها ياسر ولم تغادر الابتسامة شفتيه منذ استقبلنا، متابعًا: "أحسن حاجة هنا إن أنا والناس بنهزر مع بعض.. مابيخلونيش أحس بملل"، فطبيعة العلاقة بين ياسر ومستخدمي مصعده ليست كموظف بعملاء عابرين، بحسب قوله، مضيفًا: "لو غبت يوم الناس اللي عارفيني بيتصلوا يطمنوا عليا، وأنا كمان بعمل كده".
رغم صغر سنه، فإن عمله على مدار 16 عامًا متواصلة، جعلته يكتسب خبرة في مبادئ صيانة المصعد الطارئة، وإذا انقطع التيار الكهربائي أو تعطل بين دور وآخر، يستطيع ياسر التصرف بسرعة، وإخراج مستخدمي مصعده بسرعة، قبل أن يطرق القلق أبواب عقولهم.
"أنا بس عاوز أفهم الناس إن عامل الإسانسير مش بس بيدوس على الزرار وخلاص.. أنا في إيدي أرواح ناس، ومعرض في أي وقت إنه يحصل أي حاجة".. جملة عبر بها الشاب الثلاثيني عن خطورة عمله، ورغم ذلك لا يطمح في أي عمل غير الذي هو فيه، معبرًا عن سعادته وحبه بعمله المتواضع، بقوله: "كفاية بس إن الناس تضحك في وشي.. دي بالدنيا وما فيها".