الطفل ضحية "بالوعة المعصرة".. "كيس شيبسي كلفه حياته"

كتب: أحمد محمد عبدالباسط

الطفل ضحية "بالوعة المعصرة".. "كيس شيبسي كلفه حياته"

الطفل ضحية "بالوعة المعصرة".. "كيس شيبسي كلفه حياته"

"أعشق عمري لأني إذا مت أخجل من دمع أمي".. لم يستمع الطفل ذو الـ4 سنوات إلى جملة الشاعر الفلسطيني محمود درويش في قصيدة "أحن إلى خبز أمي"، أو ربما لم يكن يعلم أن نهايته ستكون داخل "بالوعة" صرف صحي في أحد شوارع المحروسة. "يوسف" خرج برفقة جدته حوالي الساعة 12 بعد منتصف الليل، تمسك بيده خلال سيرهما بأحد شوارع منطقة المعصرة، لتتفاجأ بأن حفيدها سقط من يدها في إحدى البالوعات المفتوحة في الشارع، بعد أن قام عامل الصرف الصحي بتنظيفها، أثناء قيام شركة الصرف الصحي بالقاهرة بإجراء عملية تطهير دوري لشبكة الصرف في شارع السلك بالمعصرة، إلا أنه تركها دون أن يغلقها، لتكن المثوى الأخير للطفل الصغير. دموع حارقة تنزفها الأم المكلومة حزنًا على فراق ابنها، لا تنطق سوى كلمات "مش عايزة حاجة من الدنيا غير ابني"، وكأن لسان حالها يردد كلمات الشاعر نزار قباني في وداع ابنه "فكيف يغني المغني وملأ الدمع كل الدواه.. وماذا سأكتب يا بني وموتك ألغى جميع اللغات". أما جدته فتقول: "فضلت أصوت أقول لبتاع الصرف هاته قالي لا أنا ماليش دعوى خلي أي حد ينزل يجيبوا، ومحدش نزل يجيبوا، والواد فضل في البلاعة".. "أواجه موتك وحدي.. وأجمع كل ثيابك وحدي.. وأصرخ مثل المجانين وحدي.. وكل الوجوه أمامي نحاس وكل العيون أمامي حجر". إهمال حرم أمًا من فلذة كبدها، طفل طلب من جدته كيس حلوى فدفع عمره الذي كان ما زال يرسم خطوطه الأولى في صفحة الحياة، ومسؤولين فتحوا أبواب التحقيق في قضية ممتدة منذ زمن بعيد ولم تنتهِ بعد.