صرخة جوتيرش أمام معبر رفح
كلمة "أنطونيو جوتيرش" الأمين العام للأمم المتحدة أمام معبر رفح مهمة جداً وبها الكثير من المعانى الإنسانية التى تُحرك كل المنظمات الدولية ، وأيضاً الحوار الذى دار بينه وبين الصحفيين ووسائل الإعلام كان _ أيضاً _ فى غاية الأهمية ، فقد قالها "جوتيرش" مُدوية حينما أعلن أنه ( مُحبط ) وخلال حوار مع الصحفيين قال بصوت عالٍ وكأنه يصرخ نصاً : يجب علينا أن نفعل كل ما هو ممكن للضغط كي لا يحدث "إقتحام غزة" ، وأعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها قدرة خاصة على فعل ذلك ، ومن الواضح أن الجميع سيتحمل مسؤولياته أمام التاريخ.
وعلينا تجنب وضع كارثي في رفح ، ونحن ضد أي شكل من أشكال التهجير القسري وأقول وأُكرر لا يوجد مكان آمن في غزة ، ولا يمكنني أن أضمن أن الحكومة الإسرائيلية لأنه من الواضح أن الحكومة الإسرائيلية لا تفعل عادة ما أطلب منها القيام به ، ومن مصلحتنا تعبئة المجتمع الدولي من أجل ضمان أنه إذا كان هناك وقف لإطلاق النار فسيكون هناك وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى غزة بأكملها وإمكانية التوزيع على نطاق واسع لتجنب خطر المجاعة السائد الأن ، فلا يمكننا رؤية مثل هذا العدد الكبير من الناس يقتلون والبعض الأخر مُشردون والأطفال يفقدون عائلاتهم .. لقد أُزيلت مجتمعات ودُمرت منازل ، عائلات وأجيال بأكملها تم محوهم والناس يُساقون إلى الجوع والموت جوعاً .. هنا من أمام رفح نرى كل ما يُفطر القلب ونشاهد صف طويل من شاحنات الإغاثة الممنوعة من الدخول على جانب من البوابات وشبح طويل من المجاعة على جانبها الآخر ، الأمر أكثر من مأساوي ، إنه أعتداء أخلاقي ، وأي هجوم إضافي سيجعل كل شيء أكثر سوءاً ، أكثر سوءاً للمدنيين الفلسطينيين ، وأكثر سوءاً للرهائن ، وأكثر سوءاً للناس جميعاً في المنطقة.
"جوتيرش" عير عن الرفض الدولى لإقتحام رفح وقال : هناك إجماعاً عبرت عنه الولايات المتحدة الأمريكية وإجماعاً عبر عنه الإتحاد الأوروبي وإجماعاً عبرت عنه الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ككل على أن التدخل البري في رفح سيكون كارثة إنسانية ، ولذا أعتقد أنه قد حان الوقت لإطلاق سراح الرهائن وفي الوقت نفسه حان الوقت لخلق الأمل للشعب الفلسطيني بأن يكون لديه ( دولة فلسطينية ).
"جوتيرش" قال نصاً : لدينا نوعين من العوائق أمام إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة ، الأول : الحرب نفسها إنها حقيقة أننا نتعرض لهجمات وقصف وعمليات قتل ، تم إنتهاك القانون بشكل كامل ، وشاهدنا عدة حالات يتعرض فيها المواطنين للقصف أثناء توزيع المساعدات ، لا توجد وسيلة لتوزيع المساعدات بشكل فعال في غزة دون وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية ، وفوق ذلك لدينا عدد من العقبات فيما يتعلق بالتفتيش ، والعقبات المتعلقة بحالة الطرق التى تم قصفها ، هناك العديد من العوائق التي حافظت عليها السلطات الإسرائيلية، والتي تجعل من الصعب للغاية الوصول إلى مستوى التسليم الضرورى.
وعن مستقبل "أطفال غزة" قال "جوتيرش" نصاً : أعتقد أننا _ بالطبع مع اليونيسف ومع الوكالات الأخرى _ سنبذل قصارى جهدنا وسيتعين علينا أن نعمل بمجرد إنتهاء الحرب مع السلطات المعنية للتأكد من أننا نحشد المجتمع الدولي لتقديم دعم هائل للأطفال وسنعمل على لَم شمل الأسر وتقديم رعاية لمن فقدوا جميع عائلاتهم ، ونحن بحاجة إلى مؤسسات قادرة على توفير العلاج المناسب لهم .. إن الصدمة فظيعة لذلك سنحتاج إلى مؤسسات أخرى للتعامل معها مثل ( الهلال الأحمر والصليب الأحمر ) .. لا يمكنك أن ترى مثل هذا القدر الهائل من المعاناة دون أن تشعر بالإحباط الشديد لأننا للأسف ليس لدينا القوة لإيقافه ، وأُناشد أولئك الذين لديهم القدرة على إيقافه أن يفعلوا ذلك بفعالية.
"جوتيرش" حذر من الحملة المُمنهجة ضد "منظمة الأونروا" وقال : ( الأونروا ) هي العمود الفقرى للمساعدات في غزة ويشكل ( ٣٠٠٠ ) موظف من موظفي الأونروا مركزاً لتوزيع المساعدات في غزة وقُتل ( ١٦٩ ) موظفاً وهم يسيرون بشجاعة وثبات وتصميم أثناء دعمهم لسكان غزة ، وأناشد المجتمع الدولي بأسره مواصلة دعم ( الأونروا ) لأنها العمود الفقري للمعونة الإنسانية داخل غزة.