في عيد ميلاده.. مبارك "حر".. والثائرون على حكمه "خلف القضبان"
أعلام سوداء تُرَفرِف في سماء التحرير إلى جوار أخرى حمراء، أتخذ حَمَلتُها من "القبضة المرفوعة" و"المطرقة والمنجل"، رموزًا للحركات التي ينتمون إليها وثاروا تحت لواءاتها في ميادين مصر رفضًا لحكم الرئيس حسني مبارك، وتعبيرًا عن التضامن مع جموع الشعب.
"6 أبريل"، "الاشتراكيون الثوريون"، "كفاية".. حركات دفعت بالثورة إلى الإطاحة بالرئيس الأسبق وخلعه من منصبه، وبعد أكثر مرور 4 سنوات على 25 يناير، أودع عدد من الثائرين السجون، فيما برأ القضاء من ثاروا عليه من كل التهم التي نُسبت إليه ويحتفل "مبارك" اليوم مع محبيه بعيد ميلاده الـ87.
"6 أبريل" التي قادت مظاهرات لإسقاط "مبارك"، وكانت وليدة انتفاضة المحلة في أبريل عام 2008، يقبع أغلب أعضائها خلف أسوار السجون، فأحمد ماهر المنسق العام للحركة خلف الأسوار بعد أن أيدت محكمة النقض حبسه هو والمتحدث الإعلامي باسم الحركة، محمد عادل، والناشط السياسي أحمد دومة، 3 سنوات، لاتهامهم بمخالفة قانون التظاهر، والتعدي على قوات الشرطة.
كما قضت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، في آخر مارس الماضي، باستمرار تنفيذ حكم حظر حركة "6 أبريل" والتحفظ على أموالها وممتلكاتها بعد أن أقام المحامي أشرف فرحات، استشكالًا وطالب بإلزام وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة بذكر كلمة "محظورة" أمام أي شيء يتعلق بالحركة، كما طالب بالتحفظ على أموال قيادات الحركة.
"الاشتراكيون الثوريون"، كانت من ضمن الحركات التي أرهقت نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، والتي كان لها دور كبير في الحشد ضد الرئيس مبارك خلال ثورة 25 يناير عام 2011، هي الأخرى تعاني من التضييق على أعضائها، في الوقت الذي سجن فيه أغلبهم، كان آخرهم عندما أمر المستشار عمرو عوض، مدير نيابة قصر النيل، بحبس 5 من الاشتراكيين الثوريين 4 أيام على ذمة التحقيق في اتهامهم بخرق قانون التظاهر وقطع الطريق، وإثارة الشغب، بعد تنظيمهم وقفة في عيد العمال.
كانت حركة "كفاية" التي أسسها عدد من أبرز السياسيين المعارضين لحسني مبارك، دورًا كبيرًا في إسقاط نظام مبارك، وشهدت الحركة في الآونة الأخيرة عدة انسحابات، بالإضافة إلى غياب تام عن المشهد السياسي، جعلها "ميتة إكلينيكيًا"، ومنسية بالنسبة للمواطن العادي، الذي لم يعد يسمع اسمها في وسائل الإعلام كما كان في السابق، وهو نفس حال الجمعية الوطنية للتغيير.