جلسات رمضانية.. «أبوليلة» يعلّم الأطفال الدبكة والأغاني الوطنية تحت القصف
جلسات رمضانية برفح الفلسطينية
داخل أحد مخيمات النزوح فى مدينة رفح، أقصى جنوبى قطاع غزة المدمّر، يجلس عدد من الشباب حول فانوس كبير زُيّن بالأقمشة الخاصة بشهر رمضان المبارك، وحولهم يتجمع الأطفال النازحون من مخيمات القطاع التى أبادتها آلة الحرب الإسرائيلية، بينما يرتدون ملابس خفيفة لا تقيهم من برد الشتاء وصقيعه، إلا أنّه رغم تلك المعاناة لا يزالون متمسكين بالأمل والتفاؤل، إذ تُردّد ألسنتهم وصوتهم الجهورى الطفولى كلمات أغنية.. «رمضان جانا وفرحنا به بعد غيابه»، وذلك على وقع عزف العود، والطبول التى يحضرها منظمو الجلسات الرمضانية، فى محاولة منهم لاستعادة الروح الرمضانية التى كان يعيشها سكان القطاع قبل أن تمحو الحرب جميع مظاهر الحياة وتقتل آلاف السكان.
على مدار 30 يوماً فى شهر الصيام يجلس محمد أبوليلة، 28 عاماً، من سكان مدينة رفح، فوق ركام منازل مخيم «يبنا» للاجئين الفلسطينيين، وتحيط به فرقته المكونة من 5 أفراد، ويرتدون الكوفيات الفلسطينية واللباس التراثى، ويقرعون على الطبول بالعصا الخشبية التى تُصدر صوتاً رناناً، بينما ينشدون عدداً من الأغانى الوطنية والرمضانية ويرقصون الدبكة الفلسطينية الشهيرة، ليتفاعل معهم الأطفال الذين حفرت الحرب إجرامها ووجعها فى قلوبهم، وعلى ملامحهم الصغيرة.
«يا غزة قومى وشدى الحيل.. ليلك على المحتل طويل»، و«أقبل الهلال والشوق طال»، بهذه الكلمات يبدأ «أبوليلة» افتتاح السهرات الرمضانية للنازحين، فى محاولة للتخفيف عنهم، إلا أنّ اللافت فى الأمر أنّه فى ظل تواصل القصف الإسرائيلى على المدينة الصغيرة فإنّ الأطفال لا يعيرونه اهتماماً وكأن شيئاً لم يكن.
ويتابع: «لسه بنخاف من صوت القصف والقذائف لأننا بشر، بس الأطفال قرروا ينبسطوا رغم كل اللى بيصير ورغم الدمار والقتل والوحشية اللى بيمارسها المحتل بس إحنا صامدين»، تبدأ الجلسة الرمضانية بعد الانتهاء من أداء صلاة التراويح.
ويضيف المشرف على الفرقة: «بعد الإفطار بنبدأ نجهّز لفعاليات اليوم، وبعدين بنجمع الأطفال لصلاة التراويح وبعدها بنبدأ الاحتفال، وعندنا برنامج كل يوم وأوقات بنروح للخيم اللى بيكون فيها أطفال مصابين ما بيقدروا يتحركوا وبنغنى معاهم وبنوزع عليهم فوانيس وهدايا علشان يشاركونا فرحة الشهر الكريم».