«رمضان غزة».. صوم تحت القصف وفوانيس تتحدى ظلام الحرب الغاشمة (ملف خاص)

كتب: رؤى ممدوح

«رمضان غزة».. صوم تحت القصف وفوانيس تتحدى ظلام الحرب الغاشمة (ملف خاص)

«رمضان غزة».. صوم تحت القصف وفوانيس تتحدى ظلام الحرب الغاشمة (ملف خاص)

«لا أنتِ غزة ولا الديار هى الديار».. لسان حال الغزاويين فى وصفهم شهر رمضان المبارك بين العامين الماضى والحالى، حيث هشّمت النوافذ التى تعلق عليها الزينة ويسمع منها صوت المسحراتى، ودمّرت الأبواب التى يطرقها الأهل والأصحاب ساعة الإفطار، وزالت الموائد التى يتجمع حولها الأحباب، بينما طال القصف الإسرائيلى المئات من المساجد، فلا صوت يعبر نحو السماء، فيعرف منه الناس رشفة الماء الأخيرة.. أسواق تاريخية أُزيلت من الوجود وأماكن ألفت خُطى الغزيين لعشرات السنين فى كل رمضان، يتحدّثون عن سوق «الزاوية» ورائحة التوابل ومحلات الزينة، الجميع يتشابهون فى ذكرياتهم التى صنعها الحصار الذى دفع الناس إلى بعضهم بعضاً ليكونوا عائلة واحدة كبيرة هى عائلة غزة، لكنهم هذه المرة بلا مكان يصنع الذكريات. يحرث السكان أرض القطاع فيأكلون حشائشه ونباتاته التى تأبى الحيوانات تناولها، ويطحن الغزاويون شعير الدواب وحبوب الطيور ليسكتوا جوع أطفالهم، لتُردّد ألسنتهم فى الوقت ذاته: «بأى حال عُدت يا رمضان»، تمر أيام شهر الصيام سريعاً فى دول العالم ويحتفل الأطفال بصوت مدفع الإفطار، بينما يهرب الصغار فى غزة من الصوت ذاته، الذى رسخ فى أذهانهم معنى الموت والدمار، ويختلف روتين اليوم الرمضانى للغزاويين عن غيرهم من الصائمين، فالجوع بدأ قبل نحو 5 أشهر ولم يرفع أذان المغرب حتى اللحظة، بينما تخترق الطلقات النارية وشظايا الصواريخ أجسادهم إذا حاولوا الحصول على الطحين الذى بات ثمنه مئات الأرواح البشرية، لتصبح لقمة الإفطار مغموسة فى الدم.

«الوطن» رصدت مشاهد وطقوس شهر رمضان الكريم فى قطاع غزة فى ظل العدوان الغاشم وتحت أصوات القصف، حيث هناك أكثر من 100 ألف شهيد ومصاب ومفقود خلال حرب الـ5 أشهر الأخيرة، كما سلطت الضوء على الجهود والمبادرات الذاتية التى يقوم بها المدنيون للتخفيف من وطأة الحرب فى ظل الصيام.


مواضيع متعلقة