إفطار جماعي.. حملة لإفطار 1000 صائم في رفح الفلسطينية

إفطار جماعي.. حملة لإفطار 1000 صائم في رفح الفلسطينية
أوانٍ حديدية ضخمة موضوعة فوق مواقد كبيرة، يتصاعد من داخلها الدخان الكثيف، بينما تفوح رائحة الطهى الزكية لتملأ المكان، وبالقرب منها يقف عدد من الشباب الذين يضيفون بعض المكونات الغذائية للطعام الذى يعدونه لتوزيعه على الصائمين فى مدينة رفح، أقصى جنوبى قطاع غزة، بعدما تقطعت بهم السبل واضطروا للنزوح من منازلهم التى دمرها القصف فى مختلف مدن ومناطق القطاع ليستقر بهم الحال داخل خيمة مهترئة لا تمنع برداً ولا تصد أشعة الشمس.
داخل إحدى الغرف، التى حولها الشباب المتطوعون إلى مطبخ خيرى، تتراص القدور إلى جانب بعضها، فمنهم ما يحتوى على الدجاج والآخر الأرز والأخير يتم طهو بعض الأنواع المختلفة من الخضار داخله، وإلى جوارهم يقوم إسماعيل جود، 27 سنة، نازح من شمال قطاع غزة، رفقة الموجودين بالتأكد من أن الطعام قد أصبح جاهزاً لتوزيعه على مئات الصائمين، فى مخيمات النزوح برفح، وعقب رفع الأوانى من على النار، يتم تعبئتها داخل أطباق بلاستيكية صغيرة ومن ثم وضعها بالإضافة إلى زجاجة من الماء ونوعين من الفاكهة فى أكياس زرقاء اللون.
ويقول «إسماعيل»، المشرف على المطبخ وأحد المشاركين فى عملية التعبئة والتوزيع، إنّ الحملة بدأت مع أول أيام شهر رمضان المبارك، وذلك لتوفير 1000 وجبة للصائمين يومياً، ويتابع: «الناس وضعها المادى والصحى صعب للغاية خاصة الأطفال والنساء بسبب شح المواد الغذائية بسبب العدوان الإسرائيلى، ونحاول قدر الإمكان توفير وجبات إفطار وسحور لهم».
وحول مكونات الوجبات، يتابع: «الإفطار ممكن دجاج ورز، وإذا ما قدرنا نوفره بنطبخ عدس أو كشرى، وبنعبيه فى صحون، وبعدين بنقسم الشباب المتطوعين اللى عددهم 30 إلى مجموعات للذهاب إلى مخيمات رفح وتوزيع الوجبات، والأمر ذاته نفعله فى السحور مع اختلاف طبيعة الوجبة اللى بتتكون من فول ورغيف خبز وجبن أو مربى مع حبة فاكهة وميّه»، ويقول «إسماعيل» إنه يأمل خلال الأيام القادمة أن يتمكن من توفير وجبات بكميات أكبر نظراً لاكتظاظ المدينة بالنازحين، ويضيف: «باحس قلبى بينكسر لما الوجبات بتخلص وبنلاقى لسه فيه أطفال وعائلات لسه ما قدروا يحصلوا على الطعام، ونبذل كل ما فى وسعنا».