ما أصل مهنة «الداية» وتاريخها في مصر؟.. ظهرت في مسلسل حق عرب

كتب: أمنية سعيد

ما أصل مهنة «الداية» وتاريخها في مصر؟.. ظهرت في مسلسل حق عرب

ما أصل مهنة «الداية» وتاريخها في مصر؟.. ظهرت في مسلسل حق عرب

يُسلط مسلسل حق عرب الضوء على مهنة «الداية» في المجتمع، ودورها في تقديم الدعم والمساعدة للمرأة خلال فترة الحمل والولادة، إذ تُجسد الفنانة عايدة فهمي ضمن أحداث المسلسل شخصية «الداية»، وهي المرأة التي ساعدت «صباح» وتجسد شخصيتها وفاء عامر، في إخفاء سرها الخطير عن زوجها «رياض الخولي»، وهو ما أعاد إلى الأذهان أصل وتاريخ مهنة الداية.

أصل وتاريخ مهنة الداية في مصر

وتعبر مهنة القابلة أو المولدة أو «الداية» - كما هو معروف في قرى مصر وبعض المناطق العربية بهذا الاسم - التي ظهرت ضمن أحداث مسلسل حق عرب، من أهم المهن القديمة التي عرفت منذ ظهور البشرية، ولم تقتصر على بلد أو أمة بعينها، بل عرفها العالم أجمع، وظلت متماسكة إلى اليوم حتى مع التقدم والتطور إلى يومنا هذا، ورغم ضعف الإقبال عليها إلا إنها موجودة ولم تنقرض، بحسب كتاب «قطوف من الأنساب بأقلام نخبة من النسابين العرب» للكاتب وائل شاهين.

ففي كثير من القرى ما زالت «الداية» موجودة نظرًا لأهميتها في هذه البيئة، على كونها امرأة معروفة لديهم ويسمح لها بأن تعمل في مثل هذه المهنة الحساسة والحرجة، خاصة في المجتمع القبلي لدى القبائل العربية التي ترفض الاستغناء عن دور «الداية» وما تقدمه من تسهيلات للمرأة.

وتقوم «الداية» بالإشراف على حملهم من الوهلة الأولى، فهي التي ترجع لها المرأة للكشف عليها إذا كانت حامل أم لا، وهي التي تجري عملية الولادة، وهي التي تكتب الوصفات الطبية للنساء، وتتابع المولود منذ ولادته، فأهمية دور الداية من أهمية دور النساء في المجتمع القبلي كمصدر لنعمة الله بالولد.

ولم تكن وظيفة الداية مهنة أهلية بسيطة يمكن لأي شخص ممارستها، ولكن كانت لها شروط وضوابط وقوانين، ورخصة تمنح للداية من وزارة الصحة لتمارس هذه المهنة، مدتها أربع سنوات قابلة للتجديد، بناء علي نص المادة الثامنة من الأمر العالي الصادر في 8 فبراير سنة 1886م، وكانت هذه الرخصة تعطي حق للداية أن تقوم بعملية الولادة البسيطة وليست الجراحية منها، كما كانت لوزارة الصحة الأحقية في سحب الترخيص في حالة صدور حكم على صاحبتها أو في جناية بعقوبة من عقوبات الجنح أو في إسقاط الحوامل أو في هتك عرض أو إفشاء الأسرار أو النصب أو خطف الأطفال أو في القتل.

شروط مهنة الداية

ويبدو أن الأمر لم يكن بسيطًا أو مجرد أن تتقدم أي امرأة لتشغل مثل هذه الوظيفة دون خبرة أو إجازة بالقدرة على الممارسة لها، ولكن كانت هناك في مصر مدرسة تسمى مدرسة «الدايات» تقوم بتدريب وتعليم هؤلاء النساء قبل خوضهم هذه المهنة الحساسة، وقد افتتحت أول مدرسة للقابلات في عام 1831م بمدرسة الطب بأبو زعبل، وألحق بها عشر فتيات سودانيات وحبشيات وذلك لصعوبة الحصول على مصريات يقبلن الالتحاق بالمدرسة، كون ذلك مخالفاً لعادات وتقاليد العائلات المصرية.

وكان من شروط «الداية» أن تكون من المقيمين بهذه الناحية التابعة لها، وتعرف بين نساء قريتها أو الحي القاطنة به بحسن سلوكها، ومن العادة دائما أن تتوارث بعدها المهنة إما ابنتها أو إحدى أخواتها أو أحد أقربائها، التي دائمًا تكون بمرافقتها، لتتعلم منها وترث هذه المهنة بعدها حتى لا تخرج المهنة من بيتها لبيت آخر، وكانت تتقاضى أجرة من الزوج أو الأب مقابل خدمة الحامل، أو عند إجراء عملية الولادة، أو في مراسم الاحتفال بسبوع المولود، كما كان للداية دور في دفاتر الصحة بالمجمعات الصحية القروية، إذ كان بجوار خانة المولود يوضع ختم الداية، فهو بمثابة إقرار وإخطار رسمي منها بولادة هذا المولود وصحة تاريخ ولادته.

اليوم العالمي للقابلات «الدايات»

ونظرًا للدور المجتمعي الذي تلعبه «الداية»، يحتفل العالم في 5 مايو من كل عام باليوم العالمي للقابلات «الدايات» إذ تؤمن منظمة الصحة العالمية إيمانًا قويًا أنّ القابلات مبادرات وهنّ عناصر التمكين والتنظيم، وهمزة الوصل الرئيسية التي تجتذب المرأة إلى نظام الرعاية الصحية في أكثر الأوقات فعالية.


مواضيع متعلقة