أفضل صيغة للدعاء المستجاب.. رحلة في رحاب اسم الله الأعظم

كتب: مكرم شعبان

أفضل صيغة للدعاء المستجاب.. رحلة في رحاب اسم الله الأعظم

أفضل صيغة للدعاء المستجاب.. رحلة في رحاب اسم الله الأعظم

منذ فجر التاريخ، سعى الإنسان للتواصل مع خالقه، باحثًا عن طمأنينة الروح وراحة القلب. وازدادت هذه الرغبة في لحظات الشدة والضيق، حيث يلجأ الإنسان إلى الدعاء باحثًا عن الفرج والخلاص، ويُعدّ اسم الله الأعظم من أقوى الأدوات التي يمتلكها العبد للتواصل مع ربه، فما هي أفضل صيغة للدعاء به؟ وهل هناك ضمان لإجابة الدعاء؟

ما هو اسم الله الأعظم؟

لم يحدد الإسلام اسمًا واحدًا محددًا ليكون هو «اسم الله الأعظم» بشكل قاطع، بل وردت في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف العديد من الأسماء التي ورد ذكرها مع صفات تدل على عظمته وقدرته، ومن أشهر هذه الأسماء:

- الله: وهو الاسم الجامع الذي يشمل جميع صفات الله تعالى.

- الرحمن: الذي وسعت رحمته كل شيء.

- الرحيم: الذي يفيض برحمته على عباده.

- الحي القيوم: الحي الذي لا يموت، القائم الذي لا يزول.

- الغني الحميد: الغني الذي لا يحتاج إلى أحد، الحميد الذي يُحمد على كل شيء.

أفضل صيغة للدعاء باسم الله الأعظم

لا توجد صيغة محددة للدعاء باسم الله الأعظم، بل يُنصح بالدعاء بِأي من أسماء الله تعالى مع مراعاة الآتي:

- الإخلاص: أن يكون قلب الداعي خالصًا لله تعالى، بعيدًا عن الشرك والرياء.

- الحضور: أن يكون الداعي حاضرًا بِقلبه وفهمه أثناء الدعاء.

- التوجه إلى الله: أن يكون الداعي متوجهًا بِكل كيانه إلى الله تعالى.

- التضرع: أن يكون الدعاء بِتضرع وخضوع لله تعالى.

- الدعاء من القلب: أن ينبع الدعاء من أعماق القلب، لا من اللسان فقط.

- الإلحاح في الدعاء: أن يُلح الداعي في الدعاء دون ملل أو يأس.

- الدعاء بِما فيه خير للعباد: أن يكون الدعاء بِما فيه خير للعباد، لا بِما فيه ضرر لهم.

- الاستجابة لِشروط الدعاء: أن يُراعي الداعي شروط الدعاء، مثل الطهارة، واستقبال القبلة، ورفع اليدين.

هل هناك ضمان لِإجابة الدعاء؟

ووردت في السُنة المطهرة أحاديث تبرز فضل دعاء اسم الله الأعظم لقضاء الحوائج فعن بريدة بن الحصيب الأسليمي ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنه قال: «فلَقِيَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأخَذَ بيَدِه فأدخَلَه المًسجِدَ، فإذا صَوتُ رَجُلٍ يَقرَأُ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: تُراهُ مُرائيًا؟ فأُسكِتَ بُرَيدةُ، فإذا رَجُلٌ يَدْعو، فقال: اللَّهُمَّ إنِّي أسأَلُك بأنِّي أشهَدُ أنَّك أنتَ اللهُ الذي لا إلهَ إلَّا أنتَ، الأحَدُ الصَّمَدُ، الذي لم يَلِدْ ولم يُولَدْ، ولم يكُنْ له كُفُوًا أحَدٌ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: والَّذي نَفْسي بيَدِه -أو قال: والَّذي نَفْسُ مُحمَّدٍ بيَدِه- لقد سَأَلَ اللهَ باسْمِه الأعظَمِ الذي إذا سُئِلَ به أعْطى، وإذا دُعِيَ به أجاب».

كما جاء عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام : «كنتُ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ جالسًا ـ يَعني ـ ورجلٌ قائمٌ يصلِّي ، فلمَّا رَكَعَ وسجدَ وتشَهَّدَ دعا ، فقالَ في دعائِهِ: اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ بأنَّ لَكَ الحمدَ لا إلَهَ إلَّا أنتَ المنَّانُ بديعُ السَّماواتِ والأرضِ ، يا ذا الجلالِ والإِكْرامِ ، يا حيُّ يا قيُّومُ ، إنِّي أسألُكَ ، فَقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لأصحابِهِ: تَدرونَ بما دعا ؟ قالوا: اللَّهُ ورسولُهُ أعلَمُ ، قالَ: والَّذي نَفسي بيدِهِ ، لقد دعا اللَّهَ باسمِهِ العظيمِ ، الَّذي إذا دُعِيَ بِهِ أجابَ ، وإذا سُئِلَ بِهِ أعطى».

لا يوجد ضمان لِإجابة الدعاء بشكل مطلق، فالله تعالى له الحكمة في تأخير بعض الأدعية أو عدم إجابتها. ولكن هناك أمور تُعين على إجابة الدعاء، منها: الإيمان بِقدرة الله على إجابة الدعاء، والإلحاح في الدعاء دون ملل أو يأس، والدعاء بِما فيه خير للعباد، والاستجابة لِشروط الدعاء، والتصدق والبر، والصبر والاحتساب.

 

إنّ الدعاء باسم الله الأعظم رحلة إيمانية عميقة، تُقوّي صلة العبد بربه، وتُغرس في نفسه الشعور بالأمان والطمأنينة، ولكن يجب على الداعي أن يَعلم أنّ إجابة الدعاء ليست مضمونة، وأنّ الله تعالى له الحكمة في تأخير بعض الأدعية أو عدم إجابتها. فما على العبد إلاّ أن يُخلص في دعائه، ويُلح في طلب حاجته، ويُسلم أمره لله تعالى، فهو خير حافظ وخير وكيل.


مواضيع متعلقة