أزمات "الوفد" منذ 1919.. "الانشقاقات" لم تؤثر في شعبية الحزب

كتب: ميسر ياسين

أزمات "الوفد" منذ 1919.. "الانشقاقات" لم تؤثر في شعبية الحزب

أزمات "الوفد" منذ 1919.. "الانشقاقات" لم تؤثر في شعبية الحزب

تدفق الآلاف في الشوارع المصرية، غضب يملأ الصدور، "ثورة" كان وقودها الطلاب والعمال، الجميع يهتف بقوة وحماس "سعد سعد يحيا سعد"، ثم انتهت الثورة التي عرفت بثورة 1919، وانبثق عنها الحزب الأقدم في مصر، والأكثر شعبية في ذلك الوقت "الوفد". أزمات عدة مر بها الحزب على مدار تاريخه العريق، لم تنل منه أو من شعبيته، فبداية من انشقاق الحزب السعدي عام 1937، بقيادة علي ماهر باشا، بعد توقيع معاهدة 1936، أصبح الحزب الجديد مواليًا للملك، وكان من المؤيدين للوقوف إلى جانب الصف البريطاني في الحرب العالمية الثانية، فيما اعتبر ماهر باشا، أن الحزب هو من يتحدث عن الليبرالية وباسمها وليس حزب الوفد، متهمًا مصطفى النحاس بالخروج عن المبادئ التي سار عليها سعد زغلول. "الكتلة الوفدية".. كان اسمًا لحزب آخر انشق عن حزب الوفد، بزعامة مكرم عبيد، وكان ذلك الانشقاق بمثابة الصدمة التي أصابت القوى الوطنية، حيث انحاز عبيد للملك ضد "الوفد"، إلا أن هذا الانشقاق لم يؤثر على شعبية الحزب، والتفاف المصريين حوله، بحسب دراسة سابقة أعدها الدكتور محمد عودة، تحت عنوان "التعددية الكاذبة". أزمة جديدة تعرض لها الوفد في يناير 1953، عندما ألغيت الأحزاب قبل أن يعيدها السادات مرة أخرى وفقًا لدستور 1971، فكان عام 1976 تاريخ عودة التعدد الحزبي لمصر مرة أخرى، فيما أعيد تأسيس حزب الوفد مرة أخرى بعد ذلك بعامين على يد فؤاد سراج الدين. بعد وفاة فؤاد سراج الدين، نشبت عدة خلافات سياسية داخل الحزب، مثل تلك التي نشأت بين إبراهيم طلعت والدكتور عبدالمحسن حمودة، وازدادت الخلافات بعد وفاة مؤسسه ورئيسه فؤاد سراج الدين عام 2000 وانتخاب الدكتور نعمان جمعة رئيسا للحزب في أول سبتمبر 2000، خصوصًا بعد قرار بفصل أيمن نور ومحمد فريد حسانين عضوي مجلس الشعب من عضوية الحزب، كما استقال محمود الشاذلي عضو مجلس الشعب، احتجاجا على أسلوب الدكتور نعمان جمعة في إدارة العمل الحزبي، وترك سعيد عبدالخالق رئاسة تحرير صحيفة الوفد، وتم فصل مجدي مهنا بعدها من رئاسة تحرير الصحيفة، واستقال طارق الشيشيني عضو الهيئة العليا للحزب، وقرر الدكتور نعمان جمعة إيقاف صدور مجلة البداية التي رأس تحريرها الدكتور وحيد عبدالمجيد. ازدادت الأزمة بعد مؤتمر عقد لإجراء حوار حزبي واسع، ثم انعقاد الجمعية العمومية للحزب، وانتخاب الدكتور محمود أباظة رئيسا للحزب، وإعادة تشكيل الهيئات القيادية بالانتخاب، ثم حصل الدكتور نعمان جمعة، على حكم قضائي بخلو موقع رئاسة الحزب. منذ عدة أيام، تصاعدت حدة الخلافات والصراعات داخل "الوفد"، وأصبحت واضحة لوسائل الإعلام، بعد أن كانت داخل الغرف المغلقة، حيث بدأت الأزمة عندما وجَّه المهندس صلاح دياب عضو حزب الوفد، وعدد آخر من قياداته، دعوات بسحب الثقة من رئيسه السيد البدوي، ما أثار ردود فعل داخل الحزب، واستياء من جانب بقية أعضاء الهيئة العليا والمكتب التنفيذي. ورد سيد البدوي رئيس الحزب على ذلك، بعقد اجتماع انتهى بقرار إيقاف عضوية كل من فؤاد بدراوي وياسين تاج الدين ومحمد المسيري وعصام شيحة وعبدالعزيز النحاس، أعضاء الهيئة العليا، وتشكيل لجنة من الدكتور عبدالسند يمامة والمستشار بهجت الحسامي واللواء أحمد الفولي، وأحمد عودة عضو الهيئة العليا، والتحقيق معهم فيما قاموا به.