رامز عباس يكتب.. أنا «الأصم الناطق»

رامز عباس يكتب.. أنا «الأصم الناطق»
مثل بابا نويل، ذلك الرجل المشهور فى الثقافة الأمريكية والذى يأتى فى ليلة العام الجديد ليترك هداياه للأطفال حسبما تمنوه خلال عامهم الماضى أو صرحوا به لعائلاتهم كرغبة محمومة، يترك تلبيتها الأثر الجميل بداخلهم وهو الفعل الذى تترجمه سعادتهم البالغة وهم يتنافسون فى فتح هداياهم والتى أحياناً ما تكون بتخطيط من عائلاتهم، جمعت «العدل جروب» منتجة العمل الدرامى الذى تترقبه الأسر المصرية كنوع من العرفان ومحبة فى موهبة الدكتور الفنان يحيى الفخرانى والذى يحل ضيفاً جميلاً وخفيفاً كلما تم عرض أعماله والتى تحمل رسائل مبطنة تحترم قيم المجتمع المصرى وعاداته.
عناصر المسلسل هدية منها للمشاهد العربى ليلحق بالسباق الرمضانى لعام ٢٠٢٤ وهى لفتة جميلة بداية من فكرة المسلسل ومعالجته للرواية الرائعة للأديب المصرى إبراهيم عبدالمجيد ومروراً باختيار فريق العمل ونهاية وليست الأخيرة على أظن حتى نشاهد المسلسل فى رمضان والتى تعتبر مفاجأة لم تكن متوقعة إلا وهى تقديم المسلسل مترجماً بلغة الإشارة فى رسالة واضحة بأن هناك عدداً يقدر بـ٦٫٨ مليون شخص من ذوى الإعاقة السمعية فى إشارة لحقهم فى الوصول للأعمال الفنية.
وقد يكون من الجميل والرائع ترجمة الأعمال الفنية بشكل احترافى للغة الإشارة باعتبارها لغة الصم وضعاف السمع ولكن الأجمل هو أن تنطلق تلك التجربة مع عمل فنى منبثق عن فكر روائى جاد ومهتم بالإنسانيات، مثل إبراهيم عبدالمجيد ومخرج لديه روائية لاستخراج أفضل ما فى فريق عمله من الممثلين مثل مجدى أبوعميرة، ومؤلف يملك حجماً فى الدراما هو مدحت العدل.
إن ترجمة هذا العمل على وجه الأخص سوف يفتح باب ترجمة الأعمال الفنية وهو ما يبشر بدخول شريحة كبيرة كمشاهدين واعين لما يدور على الشاشة من حوار وأداء بعد سنوات من العزوف عن المشاهدة، لأن الأعمال المعروضة لم تراعِ وسيلة تواصلهم.
وينبغى فى ختام مقالتنا أن نشيد بدور مترجم لغة الإشارة بيشوى عماد لتركيزه فى الوصول للقوى الناعمة للمجتمع المصرى لترجمة أعمالهم الفنية وهو ما يلقى الضوء على شريحة واسعة قد نسيها المجتمع.