أشهر الاضطرابات العمالية في التاريخ.. "نحن جوعى" في وجه رمسيس الثالث
"نحن جوعى"، تلك الجملة التي رددها العمال المصريين في أول إضراب في التاريخ خلال فترة حكم الملك رمسيس الثالث أي فترة حكم الفراعنة، حيث وهن اقتصاد الدولة وزاد التدخل الأجنبي، ونهبت المخازن على يد حكام الأقاليم، وبسبب هذه الظروف حرم العمال من حقوقهم وتعرضوا للجوع، فلم يكن أمامهم سوى التوقف عن العمل والتظاهر.
وفي العصر الحديث أصبح يوم الأول من مايو كل عام، عيدًا للعمال حول العالم، وفي بعض البلدان يكون عطلة رسمية كما هو الحال في مصر، إلا أن تاريخ العمال يمتلئ بالاضرابات والاحتجاجات العمالية حول العالم بالعديد من الحوادث الهامة، وفي يومهم العالمي ترصد الوطن عدد من الاحتجاجات العمالية حول العالم.
بدأت فكرة "عيد العمال" في العصر الحديث 21 من أبريل بأستراليا، إضافة إلى اختياره كيوم للاحتفال في الذكرى الثانية لقضية هايماركت 1886، ليصبح الأول من مايو إشارة إلى العديد من الاحتفالات العمالية المختلفة لإحياء النضال من أجل 8 ساعات عمل في اليوم.
أما قضية هايماركت، وقعت نتيجة للإضراب العام في "شيكاغو" عاصمة ولاية "إلينوي" الأمريكية، والتي شارك فيها عموم العمال والحرفيين والتجار والمهاجرين، ففي أعقاب الحادث الذي فتحت فيه الشرطة النار على 4 من المضربين وقتلهم في شركة "ماكورميك" للحصاد الزراعي، تجمع حشد كبير من الناس في اليوم التالي في ساحة "هايماركت"، وظل الحدث سلميًا حتى تدخلت الشرطة لفض الاحتشاد، فألقى مجهول قنبلة وسط حشد الشرطة، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 12 شخصًا بينهم 7 من رجال الشرطة.
وفي عام 1869 شكل عمال صناعة الملابس بـ"فيلادلفيا" الأمريكية وبعض عمال صناعة الأحذية والأثاث وعمال المناجم، في أمريكا، منظمة "فرسان العمل" كتنظيم نقابي يكافح من أجل تحسين الأجور، وتخفيض ساعات العمل، واتخذ من 1 مايو يوماً لتجديد المطالبة بحقوق العمال.
أما في عام 1889، أَعلن مؤتمر الأحزاب الاشتراكية العالمية الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس تأييده لمطالب حركة العمال في الولايات المتحدة الأمريكية التي نادت بتحديد وقت العمل بـ8 ساعات فقط، حيث اختار المؤتمر أول مايو 1890 لتنظيم مظاهرات تأييدًا لهذا القرار.
ومنذ ذلك التاريخ أصبح أول يوم من مايو، إجازة باسم عيد العمال في كثير من دول العالم، حيث تنظم الحكومات ومنظمات العمل استعراضات، وتلقيخطب وأنماط احتفالية آخرى فيها تكريمًا للفئات العاملة.
ويمتلئ تاريخ تركيا في عيد العمال بالعديد من الاحتجاجات، حيث أٌغلقت ساحة ميدان تقسيم أمام مظاهرات عيد العمال بعد مقتل 37 شخصًا برصاص مسلح مجهول أو دهسهم حتى الموت في يوم عيد العمال؛ لأول مرة عام 1977، ومنذ ذلك الوقت وتتخذ السلطات الإجراءات اللازمة لتأمين الاحتفالات وتنشر الآلاف من أفراد قوات مكافحة الشغب لمنع وصول المتظاهرين إلى ساحة ميدان تقسيم نقطة التجمع التقليدية للنقابات العمالية.
وفي عام 2012، نظم آلاف العمال في أنحاء الاتحاد الأوروبي سلسلة من الاحتجاجات والإضرابات ضد ارتفاع مستويات البطالة، وإجراءات التقشف، وطالب منظمو الإضراب الزعماء في بلادهم بالتخلى عن إجراءات التقشف، ومواجهة المخاوف الاجتماعية المتزايدة.
وتسببت إضرابات عامة في كل من إسبانيا والبرتغال، في توقف حركة النقل وإغلاق الشركات والمدارس، ووقعت اشتباكات بين الشرطة ومحتجين في العاصمة الإسبانية مدريد.
وفي عام 2013، واصل اليونانيون سلسلة احتجاجات واسعة ضد تداعيات إجراءات التقشف التي كانت مفروضة من قبل صندوق النقد الدولي، حيث يعاني قطاع الصحة من جور هذه الإجراءات ما يهدد بتدهور الخدمات الصحية لجميع المواطنين.