«الحشاشين».. ودراما رمضان

رفعت رشاد

رفعت رشاد

كاتب صحفي

صار شهر رمضان الفرصة السانحة لعرض الأعمال الدرامية بشكل موسع ليشاهدها أكبر نسبة من الجمهور في وقت مكثف بما يخدم الهدف من هذا العرض ويحقق مكاسب معنوية كبيرة . صارت أعمل الشركة المتحدة اللاعب الرئيسي في هذا المجال بإمكانيات كبيرة فنية وتقنية فقدمت منذ أعوام العديد من الأعمال التي ارتبط بها جمهور المشاهدين لتنوع موضوعاتها واختلاف طرق تناولها وتعدد المدارس الإخراجية والتمثيلية التي تشارك فيها .

من بين الأعمال المتعددة هذا الشهر اخترت مسلسل الحشاشين لكي أتباعه لأنني لا أستطيع متابعة كل المسلسلات بالطبع . كما أنني من المولعين بالتاريخ وحكاياته الشيقة . تكلف إنتاج المسلسل الكثير من المال حتى يخرج بما يليق بأعمال المتحدة كما أنه يحتاج إلى تعدد وتنوع في مواقع التصوير لنقل الإحساس بالمكان والزمان اللذين جرت فيهما الأحداث منذ ما يقرب من ألف عام .

شغل حسن الصباح بطل الحكاية والمسلسل التاريخ الإسلامي منذ ذلك الوقت , وقت الخلافة العباسية في مراحل تدهورها وبداية تفككها وانهيارها . كانت القوى الإسلامية موزعة بين العباسيين ويساندهم الترك القادمين عبر رحلة ألف عام سابقة من وسط آسيا , وبين الدولة الفاطمية في مصر وهي دولة شيعية قدم مؤسسوها من المغرب العربي .

كان حسن الصباح أحد ثلاثة تزامن وجودهم وصداقتهم هم حسن الصباح وعمر الخيام الشاعر المشهور ونظام الملك الوزير البارز في تاريخ الدولة السلجوقية القوية . افترقت بهم السبل رغم نشأتهم المشتركة ليكون لكل منهم مصيره , اتجه الصباح لإعلاء صوت وشأن الفرقة الشيعية الباطنية , وركز الخيام في علم الفلك وكتابة الشعر بينما صار نظام الملك أشهر وزراء السلاجقة ومن البارزين في التاريخ الإسلامي .

سيطر الصباح على قلعة آلموت المنيعة بسيطرته على عقول وقلوب أتباعه وكان خصما عنيدا للحكام المسلمين والإفرنج على السواء ومارس السياسة قبل أن يقول بها ماكيافيللي بقرون , وكان المدبر والمنفذ في نفس الوقت .

خطوة إيجابية أن يكون هناك مسلسل من هذا النوع لكي تتعرف أجيال جديدة على تاريخها من خلال رؤية موضوعية , ويتبع تلك الخطوة خطوات أخرى لمسلسلات تاريخية تصحح المفاهيم وتوضح الصورة .