مأساة كيميائي بدأت بعمله بائع ورد في السعودية وانتهت بمنعه من العودة

مأساة كيميائي بدأت بعمله بائع ورد في السعودية وانتهت بمنعه من العودة
تحطمت أحلامة على صخرة الفساد الإداري والوساطة والمحسوبية، عقب تخرجه في قسم الكمياء بكلية العلوم، وعندما ضاقت به الدنيا بما رحبت اضطر للبحث عن تحقيق أحلامه خارج البلاد استجابة لنصائح أصدقائه، حتى تمكن الشاب هيثم مجدي من السفر إلى السعودية بعدما حصل على وعود من كفيله بالعمل في مجال تخصصه بالكمياء.
وعقب وصوله، وجد نفسه عاملاً في محل ورود وتنظيم حفلات، وهو الأمر الذي قابله هيثم بحالة استيئاء شديد لكن الكفيل واصل تضليله بعدما جدد وعده بأنها ستكون فترة مؤقتة، حتى ينتقل للعمل في تخصصه.
ومرت أشهر ولم يتغير شيئًا تجرع فيها هيثم، مرارة الغربة مضافا لها مشكلة أخرى وهي مماطله الكفيل فى صرف راتبه الشهري، وحين يطالب بحقه تكون الإجابة "خُد سلفة مشي بيها حالك"، لجأ للسفارة المصرية تم طرده منها، ولجأ للقنصلية بجدة ليصدموه بعبارة "متتصلش هنا تانى"، ولم يختلف حال وزارة الخارجية عن سابقيها "فلا حياة لمن تنادى".
ولا يزال "هيثم" حبيسًا في السعودية ممنوعًا من العودة لأسرته، بعد أن تبددت أحلامه خارج البلاد وتحولت إلى كابوس، خاصة بعد أن طلب من الكفيل العودة إلى مصر فأسرع الأخير بتقديم شكوي ضده مدعيًا بخلاف الحقيقة أنه حصل منه علي مبلغ 8 ألاف ريال فصدر قرارا بمنعه من السفر، فضلاً عن حرمانه من العمل مع أي كفيل آخر.
عزة حجازى 53 سنة والدة "هيثم"، تقول لـ"الوطن":" كانوا يقبضوا هيثم مرتبه كل 3 شهور، ومكانش بيأخد حقوقه بالكامل ولما كان يطلب مرتبه يقلوله خد سلفه، هو مسافر من شهر مارس السنة اللى فاتت، ولما خلص آخر حفله ليهم في شهر ديسمبر، قالهم عايز أنزل مصر لأني كده مش هعمل حاجة أو أضمن مستقبلي، قالوله خد شهر لو عايز".
وتضيف:"هيثم راح السكن، وتانى يوم فوجئ أنه متبلغ عنه هروب بالرغم من وجوده معاهم، وراح يشتكي في مكتب العمل رفضوا شكواه وفى موظف هناك قاله إنه علاقات الكفيل "سعود سعد الحربي" قوية عندهم".. الكفيل سعد الحربي تقدم هو الآخر بشكوى لإسقاط حق هيثم فى الحصول على حقوقه واتهمه أنه مدين له بمبلغ 8 الآف ريال سعودي رغم عدم مسؤولية "هيثم" عن الحسابات، ولم يجد أمامه سوى السفارة المصرية بالرياض، حيث طرده موظفو الاستقبال ورفضوا تمكينه من مقابلة أى مسؤول، وأرسل بعدة تلغرافات للقنصلية بجدة، وتلقى منه اتصالا كان مفاده "متتصلش هنا تانى انت تبع الرياض".
والد "هيثم" طاعن فى السن، بلغ منه المرض مبلغه، حاول التواصل مع "عبد الوهاب ندا" مصرى الجنسية ومساعد الكفيل فى محاولة لتسوية الأمر بشكل ودى، وطلب السماح لنجله بالعودة لمصر، وكان الرد من المساعد: " أحمد ربنا أن ابنك طالع عليه 8 الآف ريال بس دا أي حد ييجي يطلع من عندنا بيطلع عليه 30 و 40 ألف ريال"، ولم يتوقف تهديد "ندا" للأسرة على هذا الحد، بل هدد كل من يساعد "هيثم" بالتعرض للأذى، وفى إحدى المرات قال لهيثم " احنا هنبيعك هدومك وهنخليك تبوس رجلينا".