أول أيام رمضان.. 110 شهداء فلسطينيين في جرائم لجيش الاحتلال الإسرائيلي

أول أيام رمضان.. 110 شهداء فلسطينيين في جرائم لجيش الاحتلال الإسرائيلي
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلى حرب الإبادة الجماعية بحق أبناء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، رغم حلول شهر رمضان، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أمس، أن جيش الاحتلال ارتكب 7 مجازر خلال الساعات الـ24 الأخيرة، أسفرت عن استشهاد 110 فلسطينيين على الأقل، وإصابة نحو 116 آخرين، فى الوقت الذى نشرت فيه قوات الاحتلال عناصرها فى محيط المسجد الأقصى، وحولته إلى ثكنة عسكرية.
وأكدت مصادر فلسطينية أن جيش الاحتلال شنّ غارات جوية على مناطق فى غزة خلال الساعات الأولى من أول أيام شهر رمضان، كما واصلت مدفعيته قصف مناطق فى جنوب القطاع بالقذائف الثقيلة، مما أسفر عن ارتقاء عشرات الشهداء، فيما أفاد شهود عيان باندلاع اشتباكات عنيفة بين جنود الاحتلال وعناصر من فصائل المقاومة الفلسطينية فى مناطق غرب وشمال خان يونس، جنوب قطاع غزة، وفى جنوب حى «الزيتون».
ارتكاب جريمة جديدة ضد الإنسانية فى خان يونس
ووفقاً لـ«الصحة الفلسطينية»، فقد أقدم جيش الاحتلال على ارتكاب جريمة جديدة ضد الإنسانية فى خان يونس فى أول أيام رمضان، بقصف مخيم للنازحين فى «المواصى» بقذائف الدبابات والمدفعية الثقيلة، مما أسفر عن استشهاد 15 فلسطينياً، وفق حصيلة أولية، بالإضافة إلى إصابة عشرات آخرين، غالبيتهم من النساء والأطفال، كما شنّت طائراته أكثر من 60 غارة جوية على مناطق شمال ووسط غزة، خلال الليل، أوقعت ما يزيد على 85 شهيداً، وعشرات الجرحى.
وأوضحت الوزارة أن طواقم الإسعاف، وبمساعدة المواطنين، انتشلت جثامين 10 شهداء، بينهم أطفال ونساء، من منزل قُرب «دوار الدحدوح»، فى حى «تل الهوا»، جنوب غرب غزة، بعدما تعرّض المنزل لقصف صاروخى من طائرة حربية إسرائيلية.
ارتفاع حصيلة الشهداء
ومع دخول العدوان المتواصل للاحتلال على قطاع غزة يومه الـ156، أعلنت الصحة الفلسطينية عن ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 31 ألفاً و112 شهيداً، ونحو 72 ألفاً و760 جريحاً، فى حين ما زال آلاف الضحايا تحت الأنقاض، ويمثل النساء والأطفال نحو 72% من الضحايا.
وتواصلت الجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية إلى مئات الآلاف من السكان المحاصرين فى غزة، مع تزايد حدة المجاعة التى تشهدها عدة مناطق من القطاع، مع دخول رمضان، وقال المتحدث باسم وزارة الصحة إن أكثر من 2000 شخص من أفراد الكوادر الطبية فى شمال غزة بدأوا الصيام دون توافر وجبات إفطار أو سحور، مما أدى إلى إصابة عدد كبير منهم بأمراض ناتجة عن سوء التغذية.
وفى القدس المحتلة، نشر جيش الاحتلال الإسرائيلى تعزيزات إضافية فى أحياء البلدة القديمة، فيما نشرت شرطة الاحتلال المئات من عناصرها فى محيط الأقصى، الذى تحول إلى ثكنة عسكرية، بدعوى أن الفصائل الفلسطينية تسعى إلى فتح جبهة جديدة خلال شهر رمضان، الذى عادة ما يشهد تصعيداً من جانب المقاومة الفلسطينية.
وذكرت إذاعة جيش الاحتلال أنه تم نشر 24 كتيبة فى مختلف مدن الضفة الغربية، للتصدى لأى تصعيد محتمل، بالإضافة إلى نشر الآلاف من عناصر الاحتياط لحماية المستعمرات الإسرائيلية فى الضفة الغربية.
انعدام مقومات الحياة من مأوى وطعام ومياه ودواء
من جانبها، اعتبرت اللجنة الرئاسية العليا لشئون الكنائس فى فلسطين أن الكارثة الإنسانية التى يعيشها الشعب الفلسطينى مع حلول شهر رمضان، خاصة فى قطاع غزة المنكوب، وانعدام مقومات الحياة من مأوى وطعام ومياه ودواء، يتحمّل مسئوليتها «الاحتلال المجرم، والمجتمع الدولى المتواطئ ومؤسساته مسلوبة الإرادة، التى تقاعست عن حماية المدنيين، وسمحت بتشريدهم وهدم منازلهم وتجويعهم وقتلهم، فشهدت بذلك على إعدام القيم الإنسانية فى غزة».
وعلى الصعيد الدولى، أبدى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، تضامنه مع الفلسطينيين فى غزة، فى رسالة وجّهها إلى العالم مع حلول شهر رمضان، الذى اعتبر أنه «يجسد قيم السلام والتحمّل والكرم، وهو وقت للتفكّر والدعاء وفرصة للتلاقى والتساند»، وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة فى رسالته: «مع الأسف، سيحتفل الكثيرون بهذا الشهر وهم يقاسون ويلات الصراعات والتشرّد والخوف، إن قلبى ووجدانى كله معهم، من شعب أفغانستان، إلى منطقة الساحل، ومن منطقة القرن الأفريقى، إلى سوريا وما وراءها، وأود أن أُعرب عن رسالة تضامن ودعم خاصة لجميع الذين يعانون الفظائع فى غزة».
وتابع «جوتيريش»، قائلاً: «إن روح رمضان، فى هذه الأوقات العصيبة، هى منارة للأمل، وتذكير بإنسانيتنا المشتركة، فلتكن هذه الروح مصدر إلهام لنا جميعاً من أجل تضميد الانقسامات، ودعم المحتاجين، ولعل هذا الشهر الفضيل يجلب لنا السلام، ويكون هادياً لنا نحو عالم أكثر عدلاً ورحمة، رمضان كريم».