إعصار "قمع الشرطة" يصل بالتيمور بعد اجتياح سياتل ووول ستريت وميزوري

إعصار "قمع الشرطة" يصل بالتيمور بعد اجتياح سياتل ووول ستريت وميزوري
شهد تاريخ أجهزة الأمن الأمريكية الكثير من أحداث العنف ضد المواطنين، ولم تكن الأحداث الجارية الأولى من نوعها من استخدام الشرطة الأمريكية لأساليب غير آدمية، حيث اعتدوا بالضرب على شاب أسود من الشرطة أثناء اعتقاله، ما تسبب في موته بعد أسبوع، وتصاعد وتيرة العنف في مدينة بالتيمور كبرى مدن ولاية ميريلاند، عقب جنازة الشاب "فريدي غراي" البالغ من العمر 25 عامًا بين مواطنين والشرطة الأمريكية، ما أدى إلى اعتقال 200 شخص.
ومن ضمن حوادث العنف التي شهدتها مدن الولايات المتحدة أحداث مدينة "سياتل" الأمريكية، عندما شهدت مواجهات بين مناهضي العولمة الرأسمالية، ومنظمة التجارة العالمية عام 1999، على غرار احتجاجات كبيرة، ما أدى إلى ردود أفعال دولية كثيرة، عندما أعلنت الطوارئ وحظر التجول بسبب التظاهرات، وقامت السلطات المحلية للمدينة باستدعاء قوات الحرس الوطني الأمريكي للسيطرة على الموقف.
وقال "باول شيل"، عمدة المدينة في مؤتمر صحفي وقتها إن حظر التجول جاء نتيجة لأعمال العنف وأنه سيعتقل أي شخص ليس له علاقة بـ"المؤتمر التجاري الثالث لمنظمة التجارة العالمية"، حيث سيسمح فقط للوفود المشاركة والإعلاميين بالتجول، ولكن نجحت التظاهرات في إلغاء مراسم حفل الافتتاح.
وقتها استخدمت قوات مكافحة الشغب الغازات المسيلة للدموع وقنابل الدخان والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين، وقامت باعتقال العشرات، وإصابة آخرين، فيما قضت وزارة العدل الأمريكية عام 2012 بضرورة خضوع ضباط الشرطة في مدينة "نيو أورليانز" لتدريبات مكثفة، بعد تورطهم في الكثير من الانتهاكات، حيث استخدموا الكلاب "بشكل غير ملائم"، ومارسوا التفريق العنصري في حالات الاعتقال، حسب تحقيق للوزارة، بعد لفت الأنظار إلى فشل سلطات المدينة في إدارة أزمة إعصار "كاترينا"، ويعد كاترينا رابع إعصار في المحيط الأطلسي، وسادس أكبر إعصار في تاريخ المنطقة، ووقع في العام 2005.
كما اضطرت وزارة العدل الأمريكية عقد اتفاق مع إدارة شرطة مدينة "لوس أنجلوس" إلى إبرام اتفاق مع إدارة شرطة "لوس أنجلوس"، وذلك أعقاب انتشار فيديو يظهر فيه "رودني كينج" الذي كان رمزًا لأعمال الشغب في المدينة 1992، تظهر فيه الشرطة الإسرائيلية وهي تضربه ضربًا مبرحًا أحد الأساليب العنيفة للشرطة وقتها، وأصدرت الوزارة مرسوم بجمع بيانات عن أداء الشرطة في المدينة، وذلك حول استخدام الأسلحة وطريقة تعاملها مع المعتقلين.
وفي مدينة "أوكلاند" عام 2003 شنت الشرطة حملة اعتقالات في صفوف المناهضين للحرب الأمريكية على العراق، وفي إطارها قامت الشرطة بالاعتداء على المتظاهرين ضد الحرب، واستخدام العنف عليهم، وإطلاق الرصاص المطاطي باتجاههم، وعلى غرار ذلك تدخلت السلطات الاتحادية في في المدينة بشكل مختلف، بعد الدخول في تسوية مع أكثر من 100 من المدعين.
وذكرت صحيفة "نيويورك ديلي نيوز" الأمريكية، أن عام 2013 شهد قيام رجل شرطة بقتل جوناثان فاريل الذي كان يطلب مساعدة بعد تعرض سيارته لحادث، مضيفة أن فاريل البالغ من العمر 24 عاما حينها، والذي ينحدر من أصول إفريقية قد مات فور إطلاق شرطي أبيض الرصاص نحوه، وقال محامي القتيل "إنه لو لم يكن أسود أو أسمر هل كانوا سيسألونه بضعة أسئلة قبل إمطاره بالرصاص؟"، وقال إنه سيطلب كل أدلة الشرطة من حادث إطلاق النار، مشيرًا إلى أنه كان يسعى للحصول على مساعدة بعد الحادث وطرق باب منزل في حي تقطنه أغلبية من البيض.
كما أشار الموقع الإلكتروني لصحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية إلى الكثير من عمليات التوقيف التعسفي التي تمت على أساس عرقي والاستجوابات في شوارع المدن الأمريكية عام 2013، حيث أعلن قاضي محكمة في الولايات المتحدة أن 200 ألف شخص على الأقل، تم توقيفهم من قبل عناصر شرطة نيويورك دون أسباب معقولة أو اشتباهية.
في حين ذكرت صحيفة "فرانسيسكو كرونيكل" الأمريكية أن شرطي أمريكي قام بإطلاق النيران على فتى في الثالثة عشر من عمره، ما أدى إلى وفاته في الحال عام 2013.
وأضافت الصحيفة أن مدير قسم شرطة سانتا روزا ونائبه بولاية كاليفورنيا شاهدا الفتى يعبر شارعا وبيده سلاحان فطالباه بإلقائهما، وعندما استدار الطفل باتجاه الشرطيين أطلق أحدهما النار عليه قبل أن يتبين لهما أن السلاحين من البلاستيك، وقالت الشرطة في بيان حول الحادث، إن الشرطي الذي قتل الصبي تصرف بدافع الخوف على أمنه وأمن زملائه.
أما عن أحداث "وول ستريت2011"، بمدينة كاليفورنيا، لقي المتظاهرين عنفًا كبيرًا من قوات مكافحة الشغب، باستخدام قنابل الغاز، والرصاص المطاطي، وشهدت التظاهرات إصابة "سكوت أولسن"، البالغ من العمر 24، والذي كان جنديا بالجيش الأمريكي في الحرب على العراق، وانضم بعد ذلك إلى حركة احتجاجية ضد سياسات الحكومة الأمريكية بشأن الحرب وغيرها من القرارات.
وأصيب "أولسن" برصاصة مطاطية أصابته في رأسه عن قرب تسببت في تهشم في الجمجمة، وقالت شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية، إن أولسن حصل على مبلغ 4.5 مليون دولار تعويضا على إصابته بجروح خطرة خلال تفريق شرطة مدينة أوكلاند بولاية كاليفورنيا تظاهرة مناهضة لوول ستريت في 25 أكتوبر 2011.
وكان أولسن قد رحب بالتسوية المالية التي توصل إليها محاموه مع السلطات، إلا أنه أكد أن هذا المبلغ لا يعوض الضرر الذي لحق به من جراء إصابته البالغة، وفقًا لـ"سكاي نيوز"، وقال الجندي السابق إن هذا التعويض "ليس كافيا بالطبع لاستبدال الجزء الذي مات من دماغي والذي خسرته للأبد".
وعقد أولسن مؤتمرا صحفيا جدد خلاله إدانته لعنف الشرطة، مؤكدا أنه خدم في العراق مرتين من دون أن يصاب بأذى، ولكنه وللمفارقة أصيب بجروح خطرة في بلده من قبل أناس يفترض بهم أن يتولوا حمايته، وقال: "كنت أقول في نفسي إنني لم أعد في العراق وإنني سأكون في أمان نسبيا وإنني لن أتعرض لإطلاق نار وإنني لن أتعرض لهجوم"، مضيفًا "لقد أثبتت شرطة أوكلاند إنني كنت مخطئا، وأنا عموما أشعر بأنني أقل أمانا ولا سيما عندما أكون قرب أناس يفترض بهم أن يحموني".
وكانت مجموعة تظاهرات عام 2011 تحت اسم "احتلوا وول ستريت" انتشرت في الولايات المتحدة الأمريكية قبل أن تنتشر حول العالم.
كما كشفت وثيقة مسربة تابعة لوزارة الخارجية الأمريكية النقاب عن عمليات تعذيب واعتقال قامت بها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "CIA" ضد بعض المشتبه بهم، عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
وأوضحت أن عمليات الاعتقال والتعذيب تمت دون علم كثير من الدبلوماسيين الأمريكيين ومن بينهم وزير الخارجية الأمريكي حينذاك كولين باول، وتقدم رئيس الاستخبارات الأمريكية جون برينان باعتذار للجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي بعد ورود تقارير تفيد بأن الوكالة قد تجسست على أجهزة الحاسوب الخاصة بأعضاء اللجنة، وفقًا لما نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط.
كما شهد أغسطس الماضي مقتل شاب ذي أصول إفريقية، يدعي "مايكل براون" البالغ من العمر 18عاما، في مدينة "فيرجسون" الأمريكية على يد ضابط شرطة، حيث تصاعدت أحداث العنف في المدينة بعد أن اشتبكت الشرطة الأمريكية مع متظاهرين بسبب إعلانها عن الاشتباه في تورط الشاب فى عملية سرقة، وذلك رغم سريان حظر تجول أعلنه حاكم الولاية.
كما طالت أحداث العنف الصحفيين المتوافدين على المدينة، حيث تم إلقاء القبض على بعضهم، وفقًا لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.