عادل حمودة: جمال حمدان عالم فذ أعطى المكتبة العربية أثرا متميزا

كتب: محمد عزالدين

عادل حمودة: جمال حمدان عالم فذ أعطى المكتبة العربية أثرا متميزا

عادل حمودة: جمال حمدان عالم فذ أعطى المكتبة العربية أثرا متميزا

قال الكاتب الصحفي عادل حمودة، إن كتاب محمد حسنين هيكل: «أكتوبر 73 السلاح والسياسة» هو الكتاب الرابع والأخير في مجموعته «حرب الثلاثين سنة»، في مقدمة الكتاب يقول هيكل: خطر لي في البداية أن أهدي الكتاب إلى جمال حمدان.

كتاب شخصية مصر 

وأضاف «حمودة» خلال تقديمه برنامج «واجه الحقيقة»، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن تبرير هيكل كان أن جمال حمدان عالم مصري فذ، أعطى المكتبة العربية أثره المتميز كتاب «شخصية مصر ــ دراسة في عبقرية المكان».

وتابع: «لكن هيكل لم يهدى الكتاب إليه، وإن أضاف أن في تاريخ مصر الحديث كتابان لهما مذاق خاص بينهما تقابل من نوع ما؛ الأول هو: «تخليص الإبريز في تلخيص باريس»، الكتاب تجربة شخصية عاشها شيخ التنويريين رفاعة رافع الطهطاوي في أخريات النصف الأول من القرن التاسع عشر.

وواصل: «الثاني هو شخصية مصر الذي كتبه جمال حمدان في بدايات النصف الثاني من القرن العشرين؛ الأول يحكي رؤية أزهري ريفي للحضارة الغربية، مصري خام عبر البحر الأبيض إلى باريس، ألقى نظرة على ما رأى ثم شهق مدهوشا منه، ولا تزال شهقته بالانبهار تعيد أصداؤها حتى اليوم بعد مضي أكثر من 150 عاما على صوتها الأصلي».

واستكمل: كانت القيمة الكبيرة لهذه الشهقة أن صاحبها لم يقصر انبهاره على ما رأى، وإنما غاص فيه محاولا لمس أعماقه والتعرف على مادته، والكتاب الثاني يقدم دراسة طالب علم مصري ذهب إلى بريطانيا ملتحقا بجامعة ريدنج يقصد التخصص في الجغرافيا، من هناك راح يتأمل وطنه ويعيد اكتشافه.

جمال حمدان كان حالة استثنائية

وتابع: «وكل مواطن يكتشف وطنه على أساس الميلاد والتربية مرة، ثم يعيد اكتشافه على أساس الحياة فيه والتجربة معه مرة ثانية لكن جمال حمدان كان حالة استثنائية، ذلك أنه تجاوز ذاته، وجاء اكتشافه الثاني لوطنه على أساس حياة وتجربة هذا الوطن مع الدنيا والتاريخ، رفاعة الطهطاوي كان مسافرا خارج وطنه، كان يبحث عن أفكار ورؤى دنيا جديدة، ويبحث عن عصر بازغ تضوي وتتألق فيه إشعاعات الثورة الفرنسية».

وأشار إلى أن جمال حمدان فهو مسافر عائد إلى وطنه بمفتاح لفهم حياة وشخصية أمة تبحث عن نفسها في أعقاب حرب عالمية ضروس هزت وزلزلت قارات ومحيطات، وربما تقاطعت مسالك سفر الرجلين على أمواج البحر الأبيض ذهابا وعودة رغم انقضاء قرن ونصف من الزمان، ثم تقابلت رؤى المسافرين العائدين من مواقع نظر متباينة.


مواضيع متعلقة