«كتبنا».. انشر من غير ما تدفع

كتب: هيا حسن

«كتبنا».. انشر من غير ما تدفع

«كتبنا».. انشر من غير ما تدفع

دُور نشر كثيرة تُتيح فرصة للكُتّاب الجدد فى مجال كتابة الروايات وغيرها حتى يتمكنوا من نشر كُتبهم وتحقيق حلمهم الذى قد يكون منذ زمن بعيد، لتصبح أسماء رواياتهم بين بقية أسماء أعمال العظماء فى هذا المجال.. وبعد فترة ليست بقليلة من ظاهرة نشر الكُتب الورقية لكُتاب مبتدئين ليس لهم أسماء مشهورة أو أعمال سابقة كثيرة، استغلت دور النشر كل من ليس له خبرة فى مجال النشر والتوزيع بطرق مباشرة وغير مباشرة، أصبح طبع كتاب ونشره شيئاً مكلفاً جداً بل باهظ الثمن على كاتب فى مقتبل مشواره، يضطر أحياناً الكاتب أن يدفع أكثر من 5 آلاف جنيه لكل 150 صفحة تُنشر ويأخذ 70% من المبيعات، غير أن دُور النشر التى تحمل اسماً معروفاً فى الوسط لا توفر دعاية كافية لكُتب المبتدئين بل لن تستطيع الوصول إليها بسهولة أو حتى أن تقنعها بمادتك التى تريد نشرها. رحلة من العناء عاشها محمد جمال (31 عاماً)، عندما حاول أن ينشر كتاباً له مع إحدى دور النشر لكنه لم يجد أى تسهيل منهم وصدم بالعقبات والمشاكل فى صناعة النشر الورقى بصفة عامة، لم ييأس «جمال» واستطاع أن يفكر كما يقولون «خارج الصندوق» ويحارب استغلال تلك الدور بشكل مبدع ومختلف حتى تصل فكرته للجميع بأن النشر ليس فقط طباعة إنما هو تغطية إعلامية ووصول للقراء ثم تحقيق الربح.[FirstQuote] قام «جمال» بعمل أول منصة عربية للنشر الشخصى عبر الإنترنت تُسمى بـ«كُتبنا» بدأت بشكل تجريبى يوم 23 أبريل، استوحى الفكرة من تجربة أمريكية من موقع يُسمى «Lulu»، وقال: «موقع لولو تقدر تنشر من خلاله أى كتاب أو شىء إنتَ كاتبه بلا قيود نشر، الإدارة مالهاش علاقة بمحتوى الكتاب إنما تقدر توصل الكتاب للقارئ يا إما يشتريه نسخة إلكترونية وللكاتب 90% من المبيعات، يا إما يشتريه ورقى وتُطبع نسخة خاصة له لوحده وبتوصل له لحد البيت، والكاتب عادةً هو اللى بيحدد شكل وسعر الكتاب». وعن فكرة «كتبنا»، قال «اتشجعت إنى أنفذ (كتُبنا) لكن مع بعض التعديلات فى القواعد التى تُناسب القارئ والسوق العربى، بمعنى أن أى شخص يستطيع أن ينشر كتابه على الموقع دون قيود لكن مهم الالتزام بعدد الصفحات اللى هنتفق عليها، أولاً الكتاب بينزل ببلاش ثم أول ما يعمل 25 تحميل من الموقع سعره بيزيد 5 جنيه، بعد ما بيكمل 100 تحميل بيقف عند 10 جنيه». بدأ «جمال» بعمليات بحث عن إمكانية نجاح مشروعه، وقال: لم نعمل بالاعتماد على الافتراضات ولكن تم نشر إعلان على «فيس بوك» يقول «لو إنت عايز تنشر كتابك تعالى عندنا»، وجالنا 200 كاتب خلال أسبوعين، بعدها قمنا بعمل اختبار للقارئ الإلكترونى، زى صندوق «احصل عليه الآن» تحت الكتب علشان نعرف جدية القارئ، لقينا فيه ألف قارئ وبعدها طلبنا الناس تبعت الإيميل اللى بعت كان 8% من نسبة 70% ودى مش نسبة قليلة على فكرة. لن يحول مشروعه إلى دار نشر تقليدية ويتمنى أن يصل لما تفعله مؤسسة «Lulu» بأن يطبع الكتب حسب الطلب. لم يكن يتخيل أن نسبة كبيرة من الكُتاب الذين ينشرون أعمالهم ورقية سينشرون معه عبر الإنترنت، نحو 20% منهم. اختارت مؤخراً مؤسسة «عرب نت» التى تهتم بريادة الأعمال منصة «كُتبنا» كواحدة من أهم الشركات الناشئة فى الشرق الأوسط وأخذت المركز الأول فى مسابقة Mit- competition بالكويت.