رسالة إلى رئيس "ليبرلاند"

شريف سعيـد

شريف سعيـد

كاتب صحفي

عزيزي "فيت يدليكا" مؤسس "ليبرلاند" ورئيسها المرتقب , تهنئة واجبة على اختيارك هذا الموقع المميز والمحاط بالأشجار بين كرواتيا وصربيا بجوار نهر الدانوب كي يكون بلدك الجديد , وأتمنى أن تصلك رسالتي قبل أن تتخذ قرارا نهائيا بالبت في تشكيل كوادرك وتكوين مؤسساتك واختيار معاونيك , أدعو الله أن يجعل شعب ليبرلاند البكر على قدر شعارها المعلن "عش ودع الآخرين يعيشون" .. الشعور بالأمان أحد مرادفات العيش .. هذا الشعور لن يرسخه لدى شعبك الصحفيون المستأجرون أو الإعلاميون المستأنسون ، هؤلاء الطبالون بالكاد يمكنهم المساهمة في تثوير الناس عمداً أو حتى تخديرهم لبعض الوقت ، لكن المخدر حتما لن يكون أبديا ، الشعور بالأمان في ليبرلاند لن يتحقق لو أن حياة المواطن صارت مشروعاً يومياً للموت !! أو أن أي كيس غامض ملقى على قارعة الطريق هو طرد بريدي من ملاك الموت عزرائيل !! وللوقاية من الثورات .. اعلم أنها لا تندلع في بلاد بها قضاء عادل , اجعل من تلك النصيحة قرطا في أذنك ، تشكك الناس بالعدل في ليبرلاند قد يجعل من الموظف مرتشيا ومن الضابط سفاحا ومن الفقير إرهابيا ، في الجنوب بعيدا عن بلدك توجد دولة اسمها مصر ، ثار الناس فيها ضد رئيسين وحاكموهما ، أحدهم يرتشف العصير بالمعادي ، والأخر يتجرع المر في زنزانة ، هؤلاء لم يدركوا أن أنصاف الحلول تضليل ، وأنصاف العدالات ظلم جائر !! وحقنا للدم لا تُقحم كهنة أي دين بالسياسة .. كل الدماء التي أريقت من البوسنة وصولا إلى بورما وما بينهما ، ما زالت تتقطر من أكمام من زينوا لأتباعهم القتل دفاعا عن دياناتهم الوسطية الجميلة !! لا تكن "ليبرلاندياً طيبا" وتربي كهنة تحارب بهم كهنة أخرين أكثر تطرفا ، أكتب إليك من بلد حكمه رئيس اسمه السادات قام بتسمين من قتلوه ، خلفه طيار أطلق يد الإخوان معتقدا في احتوائهم ، والأن يحكمنا رئيس يحتوي السلفيين !! في النهاية سيد "يدليكا" ، إذا فسدت بالمستقبل مؤسسات ليبرلاند المستقلة , فعليك أن تضرب بحديد على المفسدين ، صمت الموائمات سيترك علامة في خانة حفاظك على استقلال الفساد !! ولو وجدت شبابا يدشنون على تويتر هاشتاج "هتنازل عن الجنسية الليبرلاندية" , فاعلم أن هؤلاء ليسوا خونة ولكنهم من فرط اليأس انتحروا قوميا على نحو إلكتروني !! وإن لقي أحدهم مصرعه غرقا أثناء هجرته غير شرعية في نهر الدانوب , فأنت رئيس تلك المساحة من الأرض التي ضاقت عليه بما رحبت !! أتمنى ألا أكون قد أطلت عليك ، فقط أكتب إليك سعيا وراء أمل فوق سطح هذا الكوكب البائس ، حتى لو كان في ليبرلاند !!