دعاء التوبة والرجوع إلى الله: ردد سيد الاستغفار في ليلة الإسراء والمعراج

دعاء التوبة والرجوع إلى الله: ردد سيد الاستغفار في ليلة الإسراء والمعراج
- سيد الاستغفار
- سيد الإستغفار
- دعاء التوبة والرجوع إلى الله
- ليلة الإسراء والمعراج
- سيد الاستغفار
- سيد الإستغفار
- دعاء التوبة والرجوع إلى الله
- ليلة الإسراء والمعراج
الدعاء في كل وقت وحين من العبادات المستحبة، لا سيما في الأوقات التي يرجى فيها الاستجابة كوقت السَحَر، وساعة الاستجابة يوم الجمعة، وعند إفطار الصائم ولقاء العدو وغيرها من الأوقات التي وردت في كتب السيرة، ومع حلول ذكرى الإسراء والمعراج يرغب الكثير من المسلمين في ترديد دعاء التوبة والرجوع إلى الله، علما بأن دار الإفتاء المصرية أشارت إلى أن هناك عددا من العلماء اختلفوا في تحديد موعد ليلة الإسراء والمعراج ما بين 5 أشهر وهي «ربيع الأول وربيع الثاني ورجب ورمضان وشوال»، لكن دار الإفتاء المصرية تأخد برأي العلماء القائل بأنها ليلة 27 رجب.
دعاء التوبة والرجوع إلى الله
وبخصوص دعاء التوبة والرجوع إلى الله فهناك الكثير من الصيغ يمكن ترديدها سواء في ذكرى ليلة الإسراء والمعراج أو في غيرها من الأوقات، ومن أفضل هذه الصيع دعاء سيد الاستغفار كما ورد في حديث رواه شداد بن أوس في صحيح البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: سَيِّدُ الِاسْتِغْفارِ أنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي؛ فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، قالَ: ومَن قالَها مِنَ النَّهارِ مُوقِنًا بها، فَماتَ مِن يَومِهِ قَبْلَ أنْ يُمْسِيَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ، ومَن قالَها مِنَ اللَّيْلِ وهو مُوقِنٌ بها، فَماتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ.
شرح حديث سيد الاستغفار
وجاء في شرح حديث سيد الاستغفار باعتباره دعاء التوبة والرجوع إلى الله أن اللهُ عزَّ وجلَّ رَحيمٌ بعِبادِه، غَفورٌ لذُنوبِهم، وعلى المُسلِمِ أنْ يَحرِصَ على طلَبِ رَحمةِ اللهِ، ويُداوِمَ على الاستغفارِ.
وفي هذا الحديثِ بَيانٌ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لأفضَلِ صِيَغِ الاستِغفارِ وأحَبِّها إلى اللهِ تعالَى، وأكثَرِها ثَوابًا، وأَرْجاها في القَبولِ؛ فأخبَر صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ «سيِّدَ الاستغفارِ»، أي: أفْضَلَ صِيَغ الاستغفار وأكثرَها ثَوابًا، وسُمِّيَ سَيِّدًا لأنَّه جامِعٌ لِمَعانِي التَّوبةِ كلِّها، وهو قَولُ المُسلمِ: «اللَّهُمَّ أنتَ ربِّي، لا إله إلَّا أنتَ، خَلَقْتَني»، فهذا إقرارٌ بتَفرُّدِ اللهِ تعالَى بالرُّبوبِيَّةِ والأُلوهِيَّةِ وبالخَلْقِ، ثُمَّ أقرَّ بخُضوعِه وعُبودِيَّتِه للهِ تعالَى فقال: «وأنا عبدُك»، ومِن تَمامِ العُبوديَّةِ: الالتزامُ بالعهْدِ الَّذِي أُخِذ عليه بالالتزامِ بالتَّوحيدِ والشَّرعِ أمرًا ونَهْيًا، فقال: «وأنا على عَهْدِك ووَعْدِك»، ومَعْناه: وأنا على ما عاهَدْتُكَ عليه، وواعَدْتُكَ منَ الإيمانِ بكَ، وإخْلاصِ الطَّاعةِ لكَ.
والوعدُ ما جاء في الصَّحيحَيْنِ على لِسانِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «مَن ماتَ لا يُشرِكُ باللهِ شَيئًا دخَلَ الجَنةَ»، فأخبَر بأنَّه مُصدِّقٌ مُؤمِنٌ بوَعْدِ اللهِ تعالَى بالثَّوابِ على عَملِه، وقائمٌ بكلِّ ما كلَّفَه اللهُ به، وبكلِّ ما وَعَده، ثُمَّ قَيَّد هذا بالقُدرة، فقال: «ما استَطَعْتُ»، فالْتِزامُه بكلِّ هذا بِحَسَبِ القُدرةِ والاستطاعةِ، وفي هذا إقرارٌ منه بضَعْفِه وحاجتِه لتَوفيقِ مَوْلَاه؛ ولهذا قال: «أعُوذ بِكَ»، أي: أَحتمِي وألجأُ إليك، «مِن شَرِّ ما صنَعْتُ»، والمرادُ به العذابُ المترتِّبُ على الذُّنوبِ والمعاصي التي تؤدِّي بالإنسانِ إلى الهَلَكةِ في الآخِرةِ، و«أَبُوءُ»، أي: أَعترِفُ «لك بنِعمتِك عليَّ، وأَبُوءُ»، أي: أَعترِفُ «لك بِذَنْبِي، فاغْفِرْ لي؛ فإنَّه لا يَغفِرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ»، وفي هذا إقرارٌ بالذَّنْبِ، وأنَّه مِن صُنعِ المرْءِ نفْسِه، وقدْ أقرَّ واعترَفَ بأنَّه لا يَغفِرُ الذُّنوبَ إلَّا اللهُ؛ لِكَمَالِ مُلكِه، ولذا استَعاذ به مِن شَرِّ صَنِيعِه، وبيَّن بقوْلِه: «أَبُوءُ لكَ بنِعمَتِك علَيَّ» أنَّ عِصيانَه لم يكُنْ جُحودًا لنِعَمِ اللهِ عليه، بلْ هو مُقِرٌّ بها، وأنَّ مَعصِيَتَه كانتْ عن هَوًى وجَهْلٍ. ثُمَّ بيَّن صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أجْرَ هذا الذِّكرِ، فقال: «ومَن قالها مِن النَّهارِ مُوقِنًا بها» أي: بكُلِّ ما تَضمَّنَتْه مِن مَعانٍ وبثَوابِها، «فمَات مِن يَومِه قبْلَ أنْ يُمْسِيَ، فهو مِن أهْلِ الجنَّةِ، ومَن قالها مِن اللَّيْلِ وهو مُوقِنٌ بها، فمات قبْلَ أن يُصبِحَ، فهو مِن أهلِ الجنَّةِ» الداخِلينَ إليها مع السابقِينَ، أو مِن غَيرِ سابِقةِ عذابٍ. وفي هذا حَثٌّ وتَرغيبٌ وتَأكيدٌ على قَولِ هذا الذِّكرِ يَوميًّا نَهارًا وليْلًا.