ماليزيا وقريش

قال ممثل اليونيسيف: «100 ألف شخص تعرضوا للقتل أو الإصابة وهذه نسبة كبيرة جداً إذا قيست بعدد السكان الصغير فى غزة، مليونى نسمة».

وقال: 17 ألف طفل فلسطينى فى غزة مات أهلهم جميعاً ويعيشون دون عائل.

وقال: هناك أكثر من 8 آلاف فلسطينى بحاجة لإخراجهم من قطاع غزة للتكفل بعلاجهم، ومن المعلوم أن 75% من سيارات الإسعاف دمرتها إسرائيل عمداً.

2 مليار مسلم عاجزون عن إيصال الطعام والوقود والدواء لإخوانهم المحاصرين فى غزة.

كانت قريش رغم كفرها أرحم وأرق فؤاداً وأكثر شهامة من مسلمى وعرب اليوم، فعندما حوصر الرسول والصحابة الكرام فى شعب أبى طالب وقف زهير بن أمية وقال: «يا أهل مكة أنأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم هلكى لا يباع لهم ولا يبتاع منهم، والله لا أقعد حتى أشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة»، وذهب مع ثلة من كبار قريش -لم يكونوا مسلمين- تعاطفوا مع فكرته إلى مكان الصحيفة ليمزقوها، فإذا بهم يجدون الأرضة قد أكلتها، باستثناء اسم الله، فانهارت المقاطعة.

واليوم أهل غزة لا يقاطعون فحسب ولا يحرمون من الطعام والشراب والدواء فحسب، بل يقتلون ويجرحون كل يوم، ويموتون تارة بالقذائف والصواريخ وأخرى بالجوع والبرد والمرض، ولكن لا مغيث ولا مجير.

قريش رغم كفرها كانت أكثر شهامة ومروءة من عرب ومسلمى اليوم الذين لا يفكرون فى تحرك إيجابى مثل تحرك زهير بن أبى أمية، كلهم قيد نفسه فى الفلك الأمريكى الأوروبى الذين كان السبب فى كل مصائبنا، جاهلية الأمس كانت أشرف من حضارة اليوم.

أمريكا تستخف بعقول العرب والمسلمين، تقول إنها ستفرض عقوبات على بعض المستوطنين الذين يهاجمون ويقتلون الفلسطينيين فى الضفة الغربية ويجرفون زراعاتهم، وهو حديث إعلامى لا مردود له، الذى يستحق العقوبات حقاً هو الجيش الإسرائيلى وحكومة إسرائيل وهم الذين يقومون بإبادة كاملة للفلسطينيين فى غزة وجزئياً فى الضفة بسلاح وعتاد ودعم أمريكى، أما المستوطنون فأداة لهم فقط.

رفضت ماليزيا استضافة الوفد الإسرائيلى فقام الفيفا بسحب بطولة العالم للسباحة من ماليزيا بسبب ذلك، ولكن وزير الرياضة الماليزى سيد صادق عبدالرحمن، وهو أصغر وزير رياضة فى العالم «26 عاماً»، لم يهتز أو يطأطئ رأسه، بل قال فى عزة تذكرنا بعزة الصحابة: «إذا كانت استضافة حدث رياضى أهم من الوقوف إلى جانب إخواننا الفلسطينيين الذين يقتلون ويعذبون من قبل الاحتلال الصهيونى، فإن ذلك يعنى أننا فقدنا البوصلة الأخلاقية، فلتذهب الرياضة إلى الجحيم»، رجولة وشهامة يحتاجها العرب الآن.