"المنيا": أزمة السولار تغتال فرحة "المحصول"
باتت أزمة «نقص السولار» آفة تغتال فرحة الفلاحين بمحصول القمح سنوياً، وتفاقمت الأزمة هذا العام، حتى اضطر مزارعون لشراء جالون السولار، من السوق السوداء بـ90 جنيهاً، ما يؤدى لرفع تكلفة زراعة الفدان، فيما استبق مزارعون الأزمة وحصدوا المحصول قبل شهر من أوانه، وباعوه كـ«فريك»، لتجنب الخسائر.
فى قرية زهرة التابعة لمركز المنيا، لا يكل المزارع عبدالتواب حسين، من مباشرة أرضه، التى تمتد على مساحة نصف فدان، يزرع ويقلع ليحصد القمح مع أبنائه، ويشترى المبيدات والأسمدة الزراعية، وقبل الحصاد تبدأ رحلة المعاناة فى البحث عن السولار، ليتمكن من رى أراضيه الرية الأخيرة.
يقول «حسين»: قبل كل رية أرض كنت أشترى حاجتى من السولار من محطة بنزين على الطريق السريع، ولكن الأزمة التى تأتى عادة قبل موسم الحصاد، تجعلنى لا أجده إلا فى السوق السوداء و«بالضالين»، مضيفاً: قبل أيام اشتريت جالوناً واحداً من أحد باعة السوق السوداء يقف بالطريق الزراعى «مصر - أسوان» بمبلغ 90 جنيهاً، وتابع قائلاً: «أنا بكسب كام 90 جنيه علشان أصرفها على السولار».
أيمن فتحى، صاحب جرار زراعى، يواجه نفس المشكلة سنوياً، يقول: أنا مش خسران حاجة، ومع ذلك أفعل كل ما بوسعى لتموين الجرار بالسولار من أقرب محطة وقود بالسعر المدعم، ولكن دون فائدة، وذلك تخفيفاً عن كاهل المزارعين الغلابة، وعدم زيادة تعريفة الحرث والحصاد وتطهير الأرض.
وأضاف: أضطر فى النهاية إلى شراء احتياجاتى من السوق السوداء وفرق الأسعار يقع على عاتق الفلاحين، ومحصول القمح أساسى بالنسبة لجميع المزارعين، ويعتمدون عليه بشكل رئيسى كل عام لسداد ديونهم بعد بيعه للتجار أو شركات المطاحن، إلا أن أزمة السولار تفسد المكسب، والمستفيد الوحيد هم تجار السولار بالأسواق السوداء.
ويقول المزارع شعبان فرج، إنه يتردد على محطات الوقود بالمدن بالأسبوع للحصول على السولار، ويرفض العاملون بالمحطات تعبئة الجراكن للمزارعين، وطالب بتوفير حصص للمحطات الموجودة على الطريق السريع قرب القرى، يتم توزيعها على الفلاحين من خلال الجمعيات الزراعية تحت إشراف التموين؟
وكشف «فرج» عن لجوء بعض المزارعين لحصد محصول القمح، قبل شهر من أوانه، ثم يقومون بتنظيفه باستخدام الدراسات وتحويله إلى «فريك»، وهو ما يحقق لهم مكسباً أفضل، من الانتظار حتى موسم الحصاد، وشراء السولار بأسعار عالية لتشغيل آلات الرى والجرارات الزراعية. وأكد أن «الفريك» سعره مرتفع، ويزيد الطلب عليه، لأن عدداً قليلاً من القرى تقوم بإنتاجه، ويتم تسويقه إلى بعض التجار بأسعار مناسبة مقارنة بمحصول القمح.