أهالى سيناء يرفضون تمديد ساعات "الموت البطىء"

أهالى سيناء يرفضون تمديد ساعات "الموت البطىء"
يستيقظون على أصوات القنابل، الشعور بالخوف كدر حياتهم، انقضاء قرابة 14 ساعة من يومهم تحت وطأة الحظر أجهض كل آمالهم فى عيشة هنية، 6 أشهر متواصلة لم يهنأ لهم بال فى ظل اقتراب الموعد المحدد سلفاً من قِبل الحكومة لرفع حالة الطوارئ عن مدينتهم مع حلول أعياد تحرير سيناء، فقرر أهالى شمال سيناء تصوير فيلم قصير لا تتجاوز مدته الدقيقتين، باسم «أمركم شورى بينكم»، يعبرون فيه عن رغبتهم فى عدم مد ساعات حظر التجول، أو «حظر الحياة» كما يسمونه.
فيصل محمد وعدد من الجيران والأصدقاء كانوا وراء العمل الذى استغرق تنفيذه 10 أيام، مسلطاً الضوء على فئات مختلفة «أطفال، شباب، نساء، عجائز، ممثلى قوى سياسية». رأى الشارع بكل طوائفه الذى أراد إيصاله إلى صناع القرار «الإرهاب فى سينا من زمان، لكن الحظر لو استمر على حالته سنموت حتماً بالتدريج»، تجاهل الإعلام لصوت المهمشين فى العريش ورفح والشيخ زويد دفع الرجل الأربعينى لنقل صوتهم على طريقته، «الناس فرحت بمبادرتى، نزلت وساعدتنى فى تنفيذ الفيلم».
«سأدعو لوقفة احتجاجية حال مد الحظر»، قالتها سيدة ثلاثينية، علياء محمد، إحدى الرافضات بشدة لمد الحظر بسيناء لأشهر جديدة، لكن رأيها استفز عدداً من المارة المؤيدين للمد، ليصيح أحدهم، محمد شافع: «لازم الحظر يتمد علشان الإرهاب ينزاح، وإذا تم مده يمكن تخفيف الساعات من أجل العجائز والمرضى فقط»، إلا أن الطبيب أحمد متولى، الذى يعانى يومياً فى ساعات الحظر من تقلص فرص إنقاذ مرضاه، دافع عن رأى «علياء»، قائلاً: «الحظر لا يجدى.. وممكن يكون سبباً فى عدم إسعاف مصابين أو حالات خطرة».
بعض الأطفال أيضاً عبَّروا عن رفضهم لاستمرار الحظر، «الحظر وحش مش عارفين نلعب»، قالها عمرو هاشم، الذى لم يتخطَّ الـ5 سنوات من عمره، يعيش وأسرته وسط أكمنة بالشيخ زويد، لكن حياته تختلف عن باقى أبناء جيله، «عايز آخد أجازة وأروح النادى وأسافر وألعب كورة.. أنا مش عايز الحظر خالص».