(10) أسئلة في «زمن الحرب»

بلال الدوي

بلال الدوي

كاتب صحفي

(١) متى ستنتهى الحرب فى غزة؟.. لا أحد يعرِف، حتى «جو بايدن» الرئيس الأمريكى لا يعرف، «نتنياهو» رئيس وزراء إسرائيل يُصر على استمرارها ومعه المتطرفون فى حكومته لأن مستقبله السياسى مرهون باستمرارها، فهو لديه (٦) قضايا مهمة، ومن المؤكد أنه سيتعرض للحبس، بعض عقلاء حكومة نتنياهو يطالبون بإنهاء الحرب، والإعلام وأعضاء الكنيست والقيادات العسكرية السابقون كلهم يؤيدون وقف الحرب لكن مجلس الحرب يتعنت ويُصر على استكمالها.

(٢) هل الأوضاع فى الشرق الأوسط لن تعود كما كانت قبل «٧ أكتوبر الماضى»؟ نعم، فكل شىء تَغَير، السياسات تغيرت، والمصالح تَبَدَّلت، والتحالفات اختلفت، والصراع اشتَد، والنار اشتعلت ولا تجد من يُطفئها، والقوى الدولية أصبحت تُدمِن استخدام وكلاء لها يحاربون نيابة عنها.. والنتيجة: الكُل خاسر ولن يكسب أحد.

(٣) لماذا تُركز إسرائيل على «خان يونس» الآن؟ ببساطة لأنها مَعقل «يحيى السنوار» القائد الفعلى لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكرى لحركة حماس فى غزة، وزميله «محمد الضيف» العقل المدبر لما حدث فى «٧ أكتوبر الماضى»، وأيضاً لما بها من أنفاق شديدة التعقيد، وهى الجيب الرئيسى لعمليات المقاومة ضد الاحتلال، وبها أراضٍ زراعية مُتعددة وتُعتبر سلة غذاء قطاع غزة بأكمله.

(٤) هل ستنجح مبادرة الاتحاد الأوروبى للحل فى غزة؟، هى وُلِدَت فاشلة، لأن مُدتها سنة، وبها مفاوضات مُضنية بين الأطراف السبعة حول حل الدولتين، وهى مُجرد لف ودوران حول عملية وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وإدخال مُساعدات فى نهاية المطاف، وهى نفس البنود التى طرحتها مصر منذ «٥٠» يوماً، ولا يوجد بها أى بنود حول ضرورة وجود تعهدات على إسرائيل لتنفيذها.

(٥) ماذا قال «توماس فريدمان» عن حل الدولتين؟ اعترف أن أمريكا لم تكُن مُقتنعة بحل الدولتين من الأساس، ومُجرد ورود ذلك على لسان الرئيس الأمريكى بايدن ووزير خارجيته بلينكن يُعتبر إنجازاً كبيراً ونسبة اعترافهم بحل الدولتين كانت «صفر ٪» والآن أصبحت النسبة «من ٥ إلى ٨ ٪».

(٦) هل ضحكت اليوم على تصريحات الأمريكان؟ نعم ضحكت، فتصريح اليوم يقول إنها طالبت الصين بالتوسط لدى إيران لإقناع ميليشياتها فى اليمن والعراق ولبنان بعدم التصعيد حتى لا تتوسع دائرة الحرب فى المنطقة العربية.. تصريح مُضحِك جداً يدل على أننا أمام سيناريو هزيل خالٍ من الحبكة الفنية.

(٧) «هآرتس» تقول: عِند وَقف الحرب فى غزة ستبدأ الحرب الفعلية فى تل أبيب.. ماذا يعنى هذا العنوان؟ يعنى أن هناك أزمة سياسية كبرى داخل إسرائيل وبمُجرد وقف الحرب فى غزة ستشتعل حرب ضروس بين «نتنياهو» رئيس الوزراء مع السياسيين والمعارضين والرأى العام وأهالى الأسرى والقضاء والإعلام، وتستعد المعارضة لتشكيل حكومة جديدة، وهذا يعنى أن «النار تحت الرماد» فى إسرائيل.

(٨) هل الدكتور على المصيلحى، وزير التموين، مسئول عن زيادة الأسعار؟ طبعاً مسئول، فهو لم يُحرك ساكناً أمام حجم الزيادات الرهيبة التى تنتاب جميع السلع الأساسية، تصريحاته صَبت الزيت على البنزين وأشعلت الموقف، وعوده كثيرة وانتظر المواطن المصرى تحقيقها، لكنه لم يُحققها حتى الآن، إضافة إلى ضِعف المراقبة على الأسواق.

(٩) ماذا نحن فاعلون أمام كل هذه المعاناة الاقتصادية؟ علينا محاربة فساد التجار ورفض أى زيادات غير مُبررة، والمطالبة بتحرك جهات الرقابة على الأسواق، وتفعيل دور مجلس النواب فى الرقابة على أداء الحكومة، والصبر لما ستُسفر عنه الأحداث السياسية فى المنطقة العربية، لأن المعاناة الاقتصادية لا تُساوى شيئاً أمام ضياع الدول.

(١٠) هل ستتغير الحكومة؟ نعم، فمِن حق رئيس الجمهورية المنتخب تغيير الحكومة، وعلى الحكومة تقديم استقالتها للرئيس، لكن على ما يبدو أنه طبقاً للدستور سيتم حلف اليمين الدستورية بعد «٢ أبريل القادم»، وعلى الفور ستتقدم الحكومة باستقالتها للرئيس.