"ياسمين" ترسم على الملابس والإكسسوارات.. "لونلى بلون التفاح"

"ياسمين" ترسم على الملابس والإكسسوارات.. "لونلى بلون التفاح"
تجلس داخل حجرتها الصغيرة، التى تزدحم بأدوات الرسم والملابس وأحجار الإكسسوارات، وتتزين حوائطها بالنقوش واللوحات التى صنعتها بيديها.
«لو لم أكن رسامة.. لوددت أن أكون رسامة»، كان هذا الشعار الذى رفعته ياسمين عبدالحميد، فى حياتها، فبعد رسم أشكال مختلفة للحيوانات والشخصيات الكارتونية فى كراسة الألوان بالمرحلة الابتدائية، اتجهت مع عامها السادس عشر إلى الرسم على زجاج الأكواب والأطباق، والحائط فى أحياناً أخرى داخل حجرتها فقط، إلا أنه مع دخولها مرحلة جديدة وهى «الجامعة» بدأت فى الرسم على الملابس والأحذية وابتكار الإكسسوارت المختلفة الخاصة بها من صنع يديها، ومن ثم صناعة لوحات صغيرة زينت بها منزل والديها، فأنشأت صفحة خاصة بها على موقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك»، بعد نُصح أصدقائها لها وامتهان هذا العمل لتمكنها فيه بشكل واضح، والترويج لفنها الذى تحول لمشروع شخصى غير تقليدى.
وبعد بدء مشروعها البسيط، شعرت ياسمين بمسئولية كبيرة جعلتها أكثر تحفزاً لتحسين قدراتها، وتقول «قعدت أجرب وأعلم نفسى بنفسى كتير لحد ما بقيت أعرف أعمل أى حاجة تُطلب منى أياً كان الشكل، والألوان سهلة»، حيث كانت تتم تعاملاتها مع زبائنها الذين تفاوتت أعمارهم بين الأطفال والكبار، والفتيات والرجال، عن طريق المحادثات على «فيس بوك» أو التليفون للاتفاق على التكلفة، ولون «التى شيرت» أو الأحذية المطلوبة والرسمة المنشودة، وعدد القطع المطلوبة، وهو ما دفع الفتاة العشرينية للبحث عن أماكن تتوافر بها هذه المواد على أن تكون قطنية لتتحمل الألوان القماشية، ولا تكون غالية الثمن على زبائنها، وهو ما يشكل لديها الأزمة الوحيدة، حيث إن «الحوامل، والمخطوبين أو الكابلز» هم الأكثر طلباً للتى شيرتات الذين يفضلونها مكتوباً عليها أحرف أسمائهم الأولى، ولا يفصلها عن تسليمها لهم بعد طلبهم سوى ثلاثة أيام.[SecondImage]
الموهبة تصنع المعجزات، فما بينها وبين الإبداع، يبقى «التعليم» هو حلقة الوصل، بفقدانها يضيع الحلم، وبوجودها يتحقق، بجانب المثابرة التى يكللها الإرادة والاهتمام، فسعت الفتاة العشرينية إلى كسب المزيد من المعرفة والإتقان لتحسين مشروعها الصغير وجعله أكبر، وتحقيق حلمها فى أن تمتلك محلاً وآلات للطباعة، من خلال دراسة الماجستير فى كلية الفنون الجميلة لجامعة القاهرة، والركض مرة أخرى خلف المحاضرات، بعد انتهائها من دراستها الجامعية بعامين، فى قسم الدراما والنقد المسرحى، بكلية الآداب، بدافع حبها للرسم والإبداع، والتنسيق بين تلك الدراسة وعملها فى إحدى شركات الإعلانات، وهو ما جعلها الآن أكثر تمكناً من الرسم على المنحوتات والكاريكاتير واستخدام مختلف أنواع الألوان ومختلف المواد «الدراسة فادتنى كتير جداً وخلتنى أعرف حاجات ماكنش عندى علم بيها قبل كده وهفضل أطور من نفسى طول ما أنا بتعلم حاجة جديدة»، مؤكدة أنها لن تتخلى عن عملها تحت أى ضغوط، وداعية غيرها من الفتيات إلى التعلق بأحلامهن ومواهبهن وعدم تركها أثناء سباق الحياة وضغوطاتها.
الألوان.. عنوان الفتاة العشرينية، فيظهر حبها لها فى ملابسها من «البلوزات، والحقائب، والأحذية»، إلا أن الإكسسوارات حظيت لديها بالجانب الأكثر خصوصية، فعملت على ابتكار السلاسل والعقود وأساور اليد البسيطة، وخلق أشكال مختلفة لها من وحى خيالها، بما يتناسب مع أسلوبها الخاص فى الملابس «فيه أوقات مش بلاقى فيها حاجة تشدنى أو بكون محتاجة شكل معين ومش موجود»، وفى أحيان أخرى تبحث عنها من خلال أشكال مختلفة على الإنترنت، فلم تقف المواد الخام عائقاً أمامها «كنت بنزل ألف كتير فى الحسين والعتبة وميدان الجامع وأماكن تانية لحد لما أجيب الشكل المختلف والجديد اللى يعجبنى».
