بطولات «الجيش الأبيض» داخل المستشفى: «كلنا فداء فلسطين»

كتب: رؤى ممدوح

بطولات «الجيش الأبيض» داخل المستشفى: «كلنا فداء فلسطين»

بطولات «الجيش الأبيض» داخل المستشفى: «كلنا فداء فلسطين»

فى إحدى زوايا غرفة العناية المركزة بالمستشفى الكويتى فى رفح، جنوب قطاع غزة، كان الشاب الثلاثينى صلاح الجعبرى، طبيب الطوارئ، يسند رأسه إلى الجدار ليأخذ قسطاً من الراحة، فيما لا تتوقف أصوات الاستهدافات فى محيط المستشفى، ليصل الشهداء والمصابون تباعاً، قبل أن ينهض ليرتدى كمامته والقفازات الطبية لممارسة عمله الذى لم يتوقف منذ نحو 100 يوم، فى ظل عدوان غاشم منعه من رؤية أهله منذ أكثر من 3 أشهر.

«سنظل صامدين فى المستشفى وأرضنا حتى النهاية ولن نستسلم»، بهذه الكلمات بدأ «الجعبرى» حديثه لـ«الوطن»، حيث بدا الإرهاق واضحاً على نبرات صوته بفعل السهر لأيام متواصلة لإسعاف أعداد كبيرة من الضحايا، وتابع لـ«الوطن»: «لم أرَ أسرتى، سواء زوجتى وأولادى أو الوالدان منذ بدء الحرب، بسبب طبيعة عملى المستمر مدار 24 ساعة، وفى أيام الهدنة لم أتمكن من زيارتهم، لأننا كنا نقدم الخدمة الطبية لأصحاب الأمراض المزمنة الذين استغلوا الهدنة لزيارة المستشفى والحصول على العلاج».

الطبيب «الجعبري»: لم أرَ أسرتي منذ يوم 7 أكتوبر الماضي

أوقات الراحة بالنسبة إلى الطبيب الغزاوى تتلخص فى إمساكه بهاتفه المحمول ومشاهدة الصور ومقاطع الفيديو القديمة التى جمعته بأسرته: «كل الصور كانت قبل 7 أكتوبر، وحياتنا كانت حلوة وهادية كتير، ووصلنى خبر استشهاد عدد من العائلة، لكنى لا أملك غير الدعوة لهم بالرحمة، وأن يجمعنى الله بهم فى الجنة»، وعلى الرغم من المشاهد الدموية التى لا تغيب عن نظر «الجعبرى»، لم تلِن عزيمته: «ما زلنا نقدم خدماتنا الطبية رغم شح الإمكانات والمستلزمات، وكلنا فداء لفلسطين وللأقصى، ودماء آلاف الشهداء والجرحى هى المصابيح التى تنير لنا الطريق ولن تذهب هدراً».


مواضيع متعلقة