«سميرة» بعد عيد ميلاد حزين في غزة: «باقون ما بقي الزعتر والزيتون»

«سميرة» بعد عيد ميلاد حزين في غزة: «باقون ما بقي الزعتر والزيتون»
- قطاع غزة
- حى الزيتون
- الانتهاكات الإسرائيلية
- «نحن هنا وباقون ما بقى الزعتر والزيتون».
- قطاع غزة
- حى الزيتون
- الانتهاكات الإسرائيلية
- «نحن هنا وباقون ما بقى الزعتر والزيتون».
بخطوات بطيئة وملامح حذرة تحت أصوات القصف، غادرت السيدة الستينية، «سميرة أنطوان»، المنزل الذى تقيم فيه برفقة عشرات النازحين بحى الزيتون وسط قطاع غزة، قاصدة البوابة الرئيسية لكنيسة القديس بيرفيريوس للروم الأرثوذكس، التى تقع فى الحى ذاته، لحضور قداس عيد الميلاد المجيد فى السابع من يناير الجارى، فيما كان الخوف يكسو تفاصيل وجهها، إلا أن الإصرار على الحياة والوقوف فى وجه آلة القتل الإسرائيلية كان دافعاً أساسياً لـ«سميرة» للذهاب إلى الكنيسة، وكأن لسان حالها يقول: «نحن هنا وباقون ما بقى الزعتر والزيتون».
تقول السيدة الستينية إنها كانت لا تخفى قلقها من أن يتم استهداف الكنيسة من قبل طائرات الاحتلال كما حدث فى الـ19 من أكتوبر الماضى، واستشهد عشرات النازحين من المسلمين والمسيحيين الذين احتموا بالمبنى، وتابعت فى حديثها لـ«الوطن»: «كنا عاملين حساب لأى غارة وعشان هيك القداس كان قريب من البوابة الرئيسية عشان نقدر نهرب فى حال انقصفنا وما يعلق حد تحت الأنقاض».
السيدة الستينية: القطاع شهد قداسا تحت القصف ولكننا لن نترك أرضنا.. وهنرجع على دورنا ونعمرها
وأضافت: «أنا من الشمال ونزحت إلى وسط غزة مع ابنى وزوجته، وابنى التانى لسه هناك وما بعرف عنه شىء، لأنه مفيش أى اتصالات أو حد يطمنا»، فيما غابت مظاهر الفرحة والبهجة عن القداس الذى اعتاد مسيحيو غزة على الاحتفال به فى جميع أحياء القطاع: «كان قداس بطعم الموت والدم، بكينا كثيراً، غزة تستاهل تفرح، وصحيح صامدين بس موجوعين والجرح والخسارة كبيرة جداً».
وعقب انتهاء قداس عيد الميلاد، اتجهت «سميرة»، برفقة عدد من السيدات اللاتى ارتقى ذووهن منذ العدوان الإسرائيلى على القطاع فى السابع من أكتوبر الماضى لزيارة قبورهم: «أول مرة أعيش حرب بهذا الإجرام، وطول حياتى ما حضرت قداس حزين بهذا الشكل، ولكن شعبنا صامد وسنظل حتى نحرر الأرض ونرجع على دورنا ونعمرها».