قصر "خور عواضة" بأسوان.. "صندوق زبالة"

كتب: عبدالله مشالى

قصر "خور عواضة" بأسوان.. "صندوق زبالة"

قصر "خور عواضة" بأسوان.. "صندوق زبالة"

«عملت كتير ومالقيتش تقدير، بختى مال من الصحاب الشمال، بطلنا اللى يعطلنا».. عبارات كُتبت بخط عريض على واجهة قصر ثقافة الطفل بـ«خور عواضة»، التابعة لحى شرق مدينة أسوان، فى إشارة إلى الإهمال الذى يواجهه قصر الثقافة، ومنذ عام 2005 لم يستفد من القصر أهالى المنطقة المنتمى غالبيتهم لقبيلة بنى هلال وبعض القبائل الأخرى، وكان الهدف الرئيسى من إنشاء مثل هذه القصور بالمحافظة، توعية الأهالى بالسلوكيات الصحيحة، ونشر الثقافة واكتشاف المواهب وصقلها، واستكمال رحلة محافظة أسوان التى أخرجت العديد من الشعراء والأدباء، على رأسهم عباس محمود العقاد، ولكن قصر الثقافة بخور عواضة أغلق بقفل كبير، ويغطى أثاثه الغُبار، وكسر زجاج النوافذ، واستوطنت القمامة أبوابه، ولأن عمال النظافة لا يقومون بجمع القمامة أو توفير صناديق لها، حل الأهالى الأزمة بحرق القمامة مما أدى لاشتعال باب المسرح، وهرع الأهالى لإطفاء النيران وأنقذوا الموقف، لكن آثار الحريق تبقى دليلاً على الإهمال. «أكثر من 3 آلاف هلالى من أعضاء جمعية التراث الهلالى لتنمية المجتمع، يتمنون الاستفادة بقصر الثقافة وإقامة متحف للتراث الهلالى، أسوة بما فعله الشاعر عبدالرحمن الأبنودى»، بهذه الكلمات عبر محمد عبده مهلل، رئيس مجلس إدارة جمعية التراث الهلالى لتنمية المجتمع بخور عواضة، عن أمله فى الاستغلال الأمثل لقصر ثقافة خور عواضة، مضيفاً أنه طرق جميع الأبواب وخاطب المسئولين فى قصور الثقافة، ومحافظ أسوان، وحتى الآن لا يوجد أى رد مقنع لتلبية طلبه، رغم أن أبناء بنى هلال سيقومون بتطويره على نفقتهم الخاصة، بعد أن طال القصر الإهمال، خاصة أن أبناء بنى هلال منهم الأدباء والشعراء الذين لهم باع كبير فى الأدب والفن ولهم سيرة «هلالية» معروفة. وقال «مهلل»: «على الدولة أن تعى تماماً أن المنطقة التى يسكن فيها عشرات الآلاف من المواطنين وغالبيتهم يسكن تحت خط الفقر، تحتاج للاهتمام بهم وتثقيفهم، والعمل على بث ثقافة الحب والود بينهم، لأن المنطقة تجمع عدداً كبيراً من القبائل والعائلات بمختلف ثقافاتهم وفنونهم وآدابهم، ولا بد من أن يكون هناك مكان يجمعهم ويستفيد منه الجميع بدلاً من أن يكون القصر مرتعاً للحشرات والحيوانات الضالة».