بالفيديو| "المكواة الرجل".. مهنة "الشقاء" تتلاشى وسط "البخار"
مكواة حديدية ثقيلة الوزن، لها ذراع طويلة منحنية حتى تطيع قدم "الصنايعي" لتثبيت القدم عليها لكي يمارس مهنته التي يهواها منذ نعومة أظافره ويتصف بـ"مكوجي رجل"، مهنة تتطلب جسد عفي يتحكم بقدميه فقط في الآلة الثقيلة، ويحركها بدقة لا تتعد حدود القماشة المُشكَّلة على هيئة أزياء مختلفة يرتديها الزبائن الذين لم يكن لهم عوضًا عن هذا المكوجي لكي ملابسهم بالآلة التي لا يستطيع إلا "الصنايعي" أن يستخدمها.
"الشقى" و"التطور"، تحالفا ليهجر "عم محمد حسن" المهنة التي بدأ فيها صبي عام 1967، لا يفعل غير تجميع وتطبيق الملابس، وتوصيلها لمحال "البالة" بوسط البلد، حتى تدرج ليكون مساعد صنايعي، وفي السبعينات حصل على اللقب الذي كافح من أجله "صنايعي" لتزاد معه "أجرته" ويتقاضى 80 قرشًا أو جنيهًا على الأكثر في اليوم.
برغم ترك الرجل السبعيني مهنة "مكوجي رجل" في ورشة بأحد أزقة مدينة المظلات بشبرا، ليحصل على لقب "موظف" في هيئة حكومية، ظل حنينه لممارسة هوايته المفضلة يطاردة ليعمل بها بعد مواعيد العمل بشكل حر، يذهب إلى أصحاب "الدكاكين" المعروفين بكثافة الطلب عليهم ليساعدهم ويحصل على أجرة اليوم.
استبدل "عم محمد"، المكواه الرجل بـ"البخار" عام 1987 في ورشته الحالية، لمواكبة العصر الذي جعل وسائل كي الملابس أسهل عما كانت في الماضي بالتطور التكنولوجي، ولأن الأولى تتطلب جسد يتحمل سحبها من على النار، وقيادة الآلة الثقيلة بالقدم فقط دون أن تتعدى حدود الملابس، وصحة "الأسطى السبعيني" ما عادت كسيرتها الأولى لتقدمه في العمر ولم يعد قادرًا على تحمل "الشقى" كوقت شبابه، لكنه مازال محتفظًا بها في ورشته القديمة، فهي الشاهد على التدرج المهني وأيام ولت بشقائها وعنفوانها.