بالفيديو| من"بهيجة" لـ"خيرت"..6 عباقرة صنعوا الموسيقى التصويرية

بالفيديو| من"بهيجة" لـ"خيرت"..6 عباقرة صنعوا الموسيقى التصويرية
تخفق وترتجف لهم القلوب، وعلى أوتار الجسد يعزفون، ويلونون بألحانهم الحياة، "كمان" يصنع شجن، و"جيتار" يواكب سرعة الحياة، "عود" تخالط أنغامه "القانون" ليعود بنا للأصالة، وأصابع تجري على "البيانو" لتصنع سيمفونية رائعة، ومزمار وطبول تأتي ببهجة الحياة، فترقص وتفرح، ينقلب عليها أنين "الناي"، يغرقك في صمت وبكاء، تلك قصة وحدها صنعها عباقرة صمتوا عندما تكلم الجميع، وصمت الجميع عندما سمع معزوفاتهم.. إنهم "صناع الموسيقى التصويرية".[FirstQuote]
منذ أكثر من ثمانية عقود، دخلت الموسيقى التصويرية بروحها وعظمتها إلى بلاتوهات السينما عندما استعان المخرج المصري محمد كريم عام 1930 بمعزوفات موسيقية في فيلمه الصامت "زينب" مرتبطة بسياق العمل الدرامي، لتكون أول مقطوعة موسيقى تصويرية في تاريخ السينما المصرية لـ"جميلة سكندرية"، عزفت داخل أستوديو "مصر" ليسير على دربها بعد ذلك نجوم عظام صنعوا مقطوعات موسيقية كانت وحدها قصة درامية مكتملة، تعيش أعمالهم محفورة في الذاكرة.
موسيقى فيلم "الضحايا"
بهيجة حافظ
في عام 1930، عندما رأى محمد كريم صورتها على غلاف إحدى المجلات، لم يكن يعلم أن بطلة فيلمه الصامت "زينب" ستكون صاحبة أول موسيقى تصويرية سينمائية في مصر، عندما ألفت 12 مقطوعة موسيقية تواكب أحداث الفيلم، وكانت أول موسيقى توضع لفيلم خصيصًا.
بهيجة حافظ، ابنة حي "محرم بك" بالإسكندرية، خطت أولى خطواتها نحو عالم السينما عن طريق الموسيقى وبالصدفة، فهي الفتاة ابنة العائلة الارستقراطية، التي هوت الموسيقى منذ الصغر ودرستها في فرنسا، وحصلت على دبلومة فيها، بعدها عادت للقاهرة ليذيع صيتها كمؤلفة موسيقية، حتى جاءت اللحظة لتكون رائدة الموسيقى التصويرية في مصر والشرق الأوسط، حيث عملت بهيجة في مجال الإخراج السينمائي وتصميم الأزياء والانتاج السينمائي أيضًا.[SecondQuote]
الموسيقى التصويرية لفيلم "ليلى بنت الصحراء"، ومن قبلها "زينب"، وأيضا "الضحايا"، كلها كانت من تأليف بهيجة حافظ.
موسيقى فيلم دعاء الكروان
أندريه رايدر
ما زال "تسبيح" الكروان باقيًا في آذان وقلوب المصريين، وهو يشدو بقصة "هنادي" و"آمنة" في رواية دعاء الكروان، القصة الخالدة لعميد الأدب العربي طه حسين، وأخرجها للشاشة الفضية "بركات"، ورغم أن جميعنا يحفظ أحداث وأبطال الفيلم "فاتن حمامة" و"زهرة العلا" و"أمينة رزق" و"أحمد مظهر" عن ظهر قلب، إلا أن قليلاً منا من يعرف "أندريه رايدر" صاحب السيمفونية الرائعة، والموسيقى التصويرية، التي تجدها إيقاعًا مستمرًا طوال أحداث العمل الدرامي، الذي خرج للنور في عام 1959.
موسيقى فيلم الرجل الثاني
وأندريه رايدر، صاحب الموسيقى المليئة بالغموض والغضب، ملحن موسيقي يوناني مصري، ولد في 10 أغسطس 1908، وله تاريخ طويل في الساحة الموسيقية المصرية، التي أثراها بكم كبير جداً من التوزيعات للألحان والتي غناها مشاهير المطربين، إلا أن موسيقاه التصويرية كانت لغة أخرى، ميزته عن أقرانه من الموسيقيين والملحنين، حيث شارك في مهرجانات عالمية بألحانه وتوزيعاته منها: مهرجان برشلونة عام 1969، وفي طوكيو عام 1970، وأثينا عام 1971، كما حصل على وسام الاستحقاق في الفنون من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
"رايدر"، الذي اختير أحسن مؤلف موسيقى تصويرية في مئوية السينما المصرية، له من المعزوفات الموسيقية في الأفلام الكثير، منها "موسيقى فيلم نهارك سعيد، والرجل الثاني، وملاك وشيطان، ورسالة من امرأة مجهولة، والباب المفتوح، واللص والكلاب، وغروب وشروق، والسراب".
موسيقى فيلم البريء
عمار الشريعي
"محبوس يا طير الحق"، هكذا شدى "غواص بحر النغم" بصوته ليعلن "صرخة بريء"، وإن كان صوته يحمل شجونًا، فكانت ألحانه حبًا يعبر الزنزانة، فلا تسأل من هو، ولكن اسأل عن إبداعاته، فهو الموسيقار الشامل، تضحك معه، وهو يعيش بموسيقاه مع "كراكون في الشارع، والواد سيد الشغال، والشيطانة التي أحبتني"، ويحكي بألحانه قصصًا من التاريخ باختلاف أزمنته والسير الذاتية، فهو صاحب "السيرة الهلالية، وهارون الرشيد، وشيخ العرب همام، وأم كلثوم، ورأفت الهجان، ودموع في عيون وقحة، وحليم".
موسيقى فيلم حب في الزنزانة
"الشريعي" الذي بدأ رحلته مع الموسيقى وصديقه "الأورج" في أوائل السبعينيات، لم يكن مجرد ملحن، بل صانع من صناع الموسيقى التصويرية في العالم العربي، فموسيقاه وصلت إلى خشبة المسرح، وتترات أعماله الدرامية يحفظها المصريون عن ظهر قلب، فصنع تترات أعمال درامية ترتبط بذاكرة المصريين مثل "أرابيسك، والشهد والدموع، والراية البيضاء، والعائلة، وحديث الصباح والمساء، وامرأة من زمن الحب"، وغيرها، وظلت موسيقاه وألحانه شاهدة على إبداعاته رغم رحيله.
افتتاحية مصرية
عمر خيرت
أصابع مطعنة بإحساس راق تعزف على مفاتيح "البيانو" سيمفونية حب وانتماء، موسيقاه تجعلك تشعر بالحنين إلى وطنك، حتى وأنت في قلبه، تنظر إليه تجد شخصًا معجونًا بألحان ونغم الموسيقى التي نشأ في بيتها، فوالده مؤسس المعهد العالي للموسيقى "الكونسرفتوار"، إنه "عمر خيرت"، الذي قرر أن يكون صاحب لحن الخلود دائمًا.
إعدام ميت
عمر خيرت، أحد عباقرة الموسيقى التصويرية، ليس في مصر، وإنما في العالم، كانت أعماله شاهدة على تاريخ مصر المعاصر، فهو والبيانو أصبحا قطعة من مصر الحديثة، وأرخ بموسيقته لواقع المجتمع المصري خلال الثلاثين عامًا الأخيرة، منذ أن بدأ مشواره في أواخر السبعينيات، وبزغ نجمه في الثمانينيات، فعزف ما لم تسمعه من قبل فهو صاحب الموسيقى الاجتماعية في "موسيقى ليلة القبض على فاطمة، وصابر يا عم صابر، وضمير أبلة حكمت، وملح الأرض، وزهايمر".
موسيقى الخواجة عبد القادر
وكفى أن تعزف مصر على أنغام عمر خيرت في: "افتتاحية مصرية، وإعدام ميت، والنوم في العسل، وقضية عم أحمد، والإرهابي"، وأن تسرح في ملكوت الله، وتتصوف بالحب الإلهي وهو يخلد أشعار "الحلاج" بموسيقاه في رائعة قام ببطولتها يحيى الفخراني "الخواجة عبدالقادر".
موسيقى الضوء الشارد
ياسر عبدالرحمن
على أنغام الربابة، ونفخ المزمار البلدي، يصافحها عزف على آلات وترية، في سيمفونية تبدأ من كمان ويقطعها من بعيد صوت جيتار ويؤصلها العود، فتسمع لحنًا يخرجك من الفرح إلى الحزن ومن الضحك للبكاء، فهو كـ"الضوء الشارد" لا يعرف إلى أين يوجه، ولكن صاحبه يمتلك زمام الأمور، ويعرف كيف يصل بلحنه للقلوب، إنه الموسيقار العبقري ياسر عبدالرحمن.
موسيقى فيلم أيام السادات
"عبد الرحمن" الذي تربَّع على عرش الموسيقى التصويرية من أواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات وحتى وقتنا الحالي، قدَّم الحب والغضب في أنغامه، الأصالة والحداثة في ألحانه، أسر القلوب بمقطوعاته، فهو صاحب موسيقى: "أيام السادات، وناصر 56، وملاكي الإسكندرية".
موسيقى فيلم ناصر 56
ودخل كل بيت في مصر بموسيقى "الضوء الشارد الصعيدية، والوسية"، وامتزج الحب بالبكاء والألم في "المال والبنون، وحضرة المتهم أبي، وسوق العصر، وسارة، والليل وآخره"، وعايش المصريون بموسيقاه الغموض والإثارة في "فارس بلا جواد، والسقوط في بئر سبع، والإمبراطور".
موسيقى فيلم أمير الظلام
خالد حماد
يمثل جيل الشباب، فجاءت انطلاقته مع أفلام جيل "هنيدي" و"السقا" و"منى زكي"، وخرج في التسعينيات بموسيقى واكبت المرحلة، وتواكبت مع نوعية الأعمال المقدمة وقتها، فصنع الموسيقى التصويرية لـ"صعيدي في الجامعة الأمريكية، وهمام في أمستردام، وأفريكانو، وشورت وفانلة وكاب، وحرب أطاليا".
موسيقى فيلم صعيدي في الجامعة الأمريكية
وصلت موسيقى خالد حماد مرحلة النضوج، عندما تعاون مع الزعيم عادل إمام، فكانت الموسيقى التصويرية لأفلام: "أمير الظلام، وعمارة يعقوبيان"، كما أنه صاحب الموسيقى التصويرية لفيلم "معالي الوزير"، ووصلت إبداعات "حماد" الموسيقية إلى الدراما التليفزيونية في أعمال عدة، منها: "أوان الورد، والعراف"، كما كان للبرامج نصيب من موسيقاه فصنع موسيقى برامج "عالم سمسم، ومن سيربح البونبون، وهرم الأحلام".
موسيقى فيلم عمارة يعقوبيان