عم «ناصر» 50 سنة في صناعة «الكليم اليدوي»: «مهنة البشوات»

عم «ناصر» 50 سنة في صناعة «الكليم اليدوي»: «مهنة البشوات»
بظهر منحني يقف عم ناصر أبو عيطة، البالغ من العمر 58 عاماً، بورشة صغيرة لصناعة الكليم اليدوي في شارع التونسي بمدينة دار السلام بمصر القديمة، لتنسج أنامله قطعاً من الكليم اليدوي المصنوع من الصوف والقماش لبيعها والتربح منها، ويعمل عم ناصر بهذه الحرفة منذ أن كان عمره 8 أعوام، إذ ورثها عن أجداده.
50 سنة حرفة
«بشتغل من 50 سنة في المهنة، كانت حرفة أجدادي وورثتها عنهم، طلعت ملقتش غيرها، علشان كدة عشقتها، حبيت النول وأتقنت فنونه فبقيت أنسج أفضل القطع منه»، قالها عم «ناصر»، معبرا عن عشقه لـ«النول»، وأنه سيظل يعمل بالحرفة حتى الرمق الأخير، رغم اندثار المهنة: «مبقاش حد بيشتغل فيها كتير، حتى الجيل الجديد مش عاوز يتعلمها».
يخشى الرجل الذي قارب على الـ60 عاما، من اندثار مهنة كانت قديما حرفة البشوات كما يصفها: «دي زمان مكنش أي حد يشتغلها بسبب صعوبتها، كنا بنقول عليها مهنة البشوات، سافرت برا مصر وعلمت ناس دلوقتي هما من أكبر مصدري الكليم اليدوي في العالم، من بينهم سيدة في الأردن علمتها وشربتها الصنعة وهي دلوقتي رئيسة إحدى الجمعيات الكبرى للنسيج في بلدها، واحنا هنا بنقاوم اندثار الحرفة».
صناعة الكليم اليدوي
مجموعة من الألواح الخشبية متراصة بشكل متوازي ومتوازن، ومتر ومقص ومجموعة خيوط من الصوف وقصاقيص القماش ونول يدوي، هي الأدوات التي يستخدمها الرجل الخمسيني في صناعة الكليم اليدوي: «بشتغل بالصوف الطبيعي اللي بنصنعه بإيدينا، وبقدر أنفذ أي رسومات بتجيلي سواء من أفراد أو شركات بتطلبه، يعني الزبون بيجيب رسمة على ورق وأنا بنفذها بالظبط، أو لو عاوز حاجة على ذوقي بطرح عليه خيارات وننفذ».
وبرغم اندثار المهنة، لازال «عم ناصر» يمارسها، ولما لا وقد عمل بها لنحو 50 عاماً منذ أن كان طفلاً في الثامنة من عمره: «بنبيع القطعة بأقل من 300 جنيه وبتبدأ من 90 جنيها، لكن بيتباع بره بعشرات الدولارات، كنا بنصدره برة مصر لكن مع تدهور الوضع العالمي مبقاش فيه تصدير جديد، وكل اللي بتمناه هو أن ربنا يكرمنا ونقدر نشتغل زي زمان».