بلال الدوي يكتب: «مصر» تفرض إرادتها
نرفض تهجير الأشقاء الفلسطينيين من أراضيهم، موقفنا ثابت من دعم القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى، نحرص على حق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المُستقلة على حدود ما قبل (٥ يونيو ١٩٦٧) وعاصمتها القدس الشرقية، نؤكد على ضرورة حل الدولتين، جميع خطابات الرئيس عبدالفتاح السيسى، منذ توليه الرئاسة، فى المحافل الدولية، تؤكد موقف مصر الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، ومنها خطاباته فى الأمم المتحدة وفى القمم العربية، ولا بد أن يعلم القاصى والدانى أنه لا سلام فى الشرق الأوسط ولا استقرار إقليمى إلا بحل شامل وعادل للقضية الفلسطينية.. هذه هى وجهة نظر «مصر».
.. «مصر» قدمت المساعدات من غذاء ودواء للأشقاء الفلسطينيين، جاء أنطونيو جوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، وزار معبر رفح، وجاءت أورسولا فون دير لاين، رئيس المفوضية الأوروبية، وزارت معبر رفح، نجحت «مصر» فى فرض إرادتها وقاومت أى مخططات من شأنها إجهاض القضية الفلسطينية، وبصراحة: لولا الموقف المصرى المُشرِّف من رفض التجهيز لتم وأد القضية الفلسطينية للأبد، تصدت «مصر» وتحركت -بِحُكِم مكانتها الدولية وثِقَلها السياسى- على المستوى العربى والإقليمى والدولى، وجاءت هذه التحركات لتعكس مدى تفوق العلاقات الدولية المصرية، وهذا التفوق يرجع إلى عاملين أساسيين لا ثالث لهما: (الدفاع عن مصالح مصر، وقدرة الدولة المصرية فى فرض وجهة نظرها على الصعيد العالمى).
.. مهما كان الظرف الدولى، ومهما كانت الضغوط الخارجية، ومهما ظهرت تحالفات دولية، فإن «مصر» أثبتت -بكل قوة- أنه لا يمكن أبداً التخلى عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، وقوة «مصر» ظهرت فى توافُق الرأى العام المصرى الذى شَكَّل جبهة داخلية مُتماسكة مع آراء الرئيس السيسى فيما يتعلق برفض تهجير الفلسطينيين، وجاء هذا التوافق دافعاً للتمسُّك بموقفنا تجاه رفض التهجير.
.. من المُحزن أن هناك من يتحدث عن مستقبل قطاع غزة على الرغم من أن الاعتداءات الإسرائيلية ما زالت مُستمرة على أهالى قطاع غزة وعلى المبانى والمستشفيات والمدارس بكل وحشية، حتى المقرات الدولية لم تسلم من الاستهداف، وتناسى الجميع أنه من حق الفلسطينيين أن يقرروا مصيرهم بأيديهم ويحكموا أنفسهم بأنفسهم ويحصلوا على دولتهم المستقلة، ولا بد أن ينتفض العالم لرفض ما نشاهده يومياً من قتل جماعى لشعب أعزل، إنها بالفعل ممارسات غير إنسانية، وعلى المجتمع الدولى أن يتحمَّل مسئولياته لوقف هذه الاعتداءات المرفوضة.
.. مشوار طويل قطعته «مصر» حتى تُقنِع العالم بوجهة نظرها للدفاع عن القضية الفلسطينية، قَبل أحداث السابع من أكتوبر -المُنقضى- كانت مصر تقول: «حق فلسطين لن يضيع، ولا بد من حل الدولتين، وضرورة عودة الأراضى الفلسطينية»، وبعد أحداث السابع من أكتوبر بذلت مصر جهوداً جبارة، وما زالت تنادى بكل هذه الحقوق، لأن سياسة مصر تجاه القضية الفلسطينية ثابتة وراسخة مثل الجبال، وعقدت مؤتمر القاهرة للسلام، وتواصلت مع الأشقاء العرب والشركاء الدوليين، وتواصلت مع المنظمات الدولية للتصدى للاعتداءات الإسرائيلية، وعقد الرئيس السيسى لقاءات عديدة مع قادة وزعماء أوروبيين وعرب، فقد دخلت المساعدات، ونريد إدخال المزيد، ونُعالج المصابين، وأصبح العالم بأكمله ينطق بما نطقت به مصر وهو: رفض تهجير الشعب الفلسطينى من أراضيه.