«طه وسوزان».. قصة حب عميد الأدب العربي استمرت قرابة 60 عاما

كتب: إلهام الكردوسي

«طه وسوزان».. قصة حب عميد الأدب العربي استمرت قرابة 60 عاما

«طه وسوزان».. قصة حب عميد الأدب العربي استمرت قرابة 60 عاما

«أعطنى يدك أقبلها» كانت هذه آخر الكلمات التى قالها طه حسين قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة قبل نصف قرن من الزمان، قالها لزوجته الفرنسية سوزان بريسو، وقبّل يدها فى وداع يليق بحب عظيم.

شكّلت قصة زواج الدكتور طه حسين من زوجته الفرنسية سوزان، أهمية خاصة عند العميد، أسهمت فى دفع مشروعه أو مشروعاته الحضارية إلى الأمام، وهو الفضل الذى يعترف به هو فى كتاباته، فيصف زوجته بـ«الملاك» الحارس له ولأسرته الصغيرة، فكيف بدأت القصة، وكيف استمرت وأثمرت؟

وبحسب كتاب «طه حسين.. الإنسان والمشروع» الصادر عن قصور الثقافة للدكتور صبرى حافظ، فإن العلاقة بينهما بدأت كعلاقة عمل حينما وضع إعلاناً فى صحيفة محلية فى مونبلييه، يطلب قارئة تقرأ عليه الفرنسية لساعات قليلة فى اليوم بأجر زهيد. وجاءت مصحوبة بأمها لأنها لم تكن قد كلمت أعمى وأجنبياً من قبل. كانت هذه مقدمات رتَّبها القدر لحدوث اللقاء كعلاقة عمل، بعد أن ضاقت عليه الدنيا، هو فى فرنسا، بعد حدوث شقاق مع أخيه، وانزعاج من القراءة بطريقة برايل، وتوافق الفتاة سوزان على المهمة.

تنطلق شرارة الحب فى قلب العميد فى سنوات شبابه وفى رحلة العلم والمعرفة فى عاصمة النور والتى جعلت من الفتى الضرير علامة مهمة فى تاريخ مصر الحديث. وتعى الفتاة الفرنسية مهمتها، بأن تكون عينَى طه حسين على العالم، فلم تكد تكتفى فقط بالقراءة له وإنما «أخذت تصحبه إلى (السوربون) وتتحدث معه بكثرة وتدرك أنه يحقق تقدماً عظيماً فى اللغة الفرنسية.

لم يكن قلبها قد تحرك نحوه بعد سوى فى نطاق الصداقة من جانبها، لذلك أقنعته بالانتقال من مسكنه وسط الحياة القاسية نسبياً، إلى البيت الذى تسكن فيه مع أسرتها وتولت الأسرة بالتدريج أمور الفتى المعيشية، وهكذا أخذت صاحبة الصوت العذب تراه بشكل أكبر، كما كان يلتمس من وجودها القريب الكثير من السلوان.

كانت عينه على العالم وعندما صارحها بحبه قالت ببساطة: «ولكني لا أحبك.. نحن أصدقاء»

وعندما يخبرها هو بحبه لها، قالت ببساطة: ولكنى لا أحبك.. نحن أصدقاء، وتأخذ وقتها فى التفكير إذ كانت تعى تبعات الحب، إلى أن تتخذ قرارها بالقبول، وأخبرت أسرتها بقرار الارتباط بحبيبها المصرى، ولكن تعترض الأسرة فى البداية، بل اعتبرت الأسرة أن هذا القرار ضرب من الجنون، وكان عليها النضال من أجل هذه العلاقة، إلى أن يأتيها العون على يد عمها القس الذى يتعرف على «طه» ويتحاور معه على مدار ساعتين، فيقول لها «بوسعك أن تنفذى ما عزمت عليه»، وعن «طه» يكمل «سيتجاوزك باستمرار».

وبعد موافقة الأسرة قضيا عام الخطوبة فى الاستعداد للحصول على الليسانس وفى العمل بموازاة رسالته لدكتوراه الجامعة عن الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون، والتى كان يشرف عليها عالم الاجتماع الفرنسى الشهير دوركايم، وتزوجا بالفعل فى 9 أغسطس عام 1917، ويمضيان شهر عسل عملاً متصلاً ولساعات طويلة كل يوم.


مواضيع متعلقة