باحث عن الاجتياح البري لغزة: جيش الاحتلال الإسرائيلي سيواجه بحرب شوارع لا قبل له بها

كتب: كريم روماني

باحث عن الاجتياح البري لغزة: جيش الاحتلال الإسرائيلي سيواجه بحرب شوارع لا قبل له بها

باحث عن الاجتياح البري لغزة: جيش الاحتلال الإسرائيلي سيواجه بحرب شوارع لا قبل له بها

تنفذ إسرائيل في الوقت الراهن اجتياحا بريا لقطاع غزة، مهدت له بشكل مكثف من خلال قصف هو الأعنف على الإطلاق، سواء في جولات التصعيد السابقة أو خلال جولة التصعيد الجارية في يومها الواحد والعشرين، بحسب ما وصفه محمد عبدالرازق، الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية.

وبدأ الاجتياح البري من خلال المدفعية الثقيلة، وجوًا من خلال الطائرات المقاتلة، وبحرًا من خلال القطع البحرية على ساحل القطاع، ويركز في الوقت الحالي على مناطق الشمال الغربي للقطاع، مما أسفر عن انقطاع كامل للاتصالات والإنترنت داخل قطاع غزة.

العواقب والتداعيات الجسيمة للاجتياح البري

وهناك مجموعة واسعة من العواقب والتداعيات الجسيمة لهذا الاجتياح البري سواء كان محدودًا أو موسعًا على كلا الجانبين، كشفها محمد عبدالرازق في حديثه لـ«الوطن»، فعلى الجانب الفلسطيني يعني هذا الاجتياح البري تعميق الكارثة الإنسانية التي يواجهها الفلسطينيون في قطاع غزة في الوقت الراهن في ظل الحصار المطبق عليهم من إسرائيل ومنع إدخال كافة مواد الإعاشة إليهم، علاوة على حالة الانهيار التام التي وصل إليها القطاع الصحي في القطاع في ضوء نقص المواد الطبية وندرة الوقود.

أما على الجانب الإسرائيلي، ستواجه القوات المهاجمة مجموعة واسعة من التحديات، أهمها أنها ستواجه حرب مدن أو حرب شوارع لا قبل لهم بها وسيتكبدون خلالها خسائر كبيرة، لاسيّما مع التحصينات الدفاعية التي قامت بها فصائل المقاومة الفلسطينية.

هجوم بري لقطاع غزة

ولتوضيح ما يحدث في قطاع غزة الآن، أكد الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن إسرائيل تهدد منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 بشن هجوم بري على قطاع غزة، ولكن أهدافها من هذا الهجوم ظلت غير ثابتة، فبينما أعلن المسؤولون الإسرائيليون على اختلاف مستوياتهم السياسية والعسكرية في أول الأمر أن الهدف من هذا الاجتياح هو القضاء التام على حركة حماس، عاد المسؤولون العسكريون للحديث عن أن الهدف هو القضاء على مخربين وتحرير المحتجزين، وهي كلها أهداف صعب للغاية تطبيقها، بالنظر إلى الصعوبات الميدانية داخل القطاع، علاوة على تعريض حياة المحتجزين الإسرائيليين أنفسهم للخطر لا سيّما وأن أكثر من 50 منهم قد قتلوا خلال الأيام الماضية جراء القصف الجوي الإسرائيلي على غزة.

ووصف الباحث، جولة التصعيد الجارية بأنها دليل إضافي على أنه طالما لم يتم التوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية وفقًا لمقررات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن والاتفاقات الدولية ذات الصلة بقيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 ستظل المسببات والجذور التي تقف وراء هذه الجولات من التصعيد كلها قائمة، ومن ثم لن يكون هناك حل جذري للصراع إلا بالوصول إلى الدولة الفلسطينية المستقلة.


مواضيع متعلقة