السويس.. ستالينجراد مصرية
- أفلام عربية
- العالم العربي
- العرض الأول
- سينما زاوية
- برنامج شورتات الأوسكار
- أفلام عربية
- العالم العربي
- العرض الأول
- سينما زاوية
- برنامج شورتات الأوسكار
غدا 24 أكتوبر العيد القومي لمحافظة السويس . هذا اليوم كان منذ 50 عاما ذروة مقاومة شعب السويس الفدائي ضد العدو الإسرائيل في حرب أكتوبر 1973 . عندما انتهك العدو قرار وقف إطلاق النار ودخلت دباباته المدينة الباسلة واعتقد الإسرائيليون أن السويس صارت مدينة للأشباح ولم يعد يسكنها أحد وأن الباقين من أهالي السويس سيخرجون من الجحور رافعي الرايات البيضاء , لكن أبناء السويس الأبطال خرجوا إليهم بصواريخ آر بي جي التي دمرت دباباتهم.
سأل الجنرال جونين قائد المنطقة الجنوبية زميله الجنرال أبراهام أدان قائد القوات التي تحاصر السويس : " هل يمكنك احتلال السويس خلال ساعتين قبل تطبيق قرار وقف إطلاق النار في السابعة صباحا _ 24 أكتوبر _ فأجاب : يمكننا على الأقل احتلال جزء من المدينة , فقال له قائده : إذا كانت السويس مثل بئر سبع في عام 1948 فامض قدما , أما إذا كانت مثل ستالينجراد فلا تقدم على ذلك ".
كثيرا ما شبهت السويس في ملحمتها العسكرية المقاومة بستالينجراد المدينة السوفيتية التي صمدت وقاومت الجيش الألماني بجبروته لستة أشهر واستطاعت ببذل أرواح ما يقرب من مليوني إنسان تحرير المدينة مسجلة بطولات لشعبها وجيشها . كانت ملحمة ستالينجراد عظيمة في تاريخ الاتحاد السوفييتي كما كانت ملحمة السويس عظيمة في تاريخ مصر . ولم تكن ملحمة السويس إلا استكمالا لحلقة من حلقات التاريخ الذي سطر على أرض المدينة وعلى القناة التي سميت باسمها.
عند منتصف ليلة 23/24 أكتوبر كانت قوات العدو رغم وقف إطلاق النار مندفعة في طريقها لحصار واحتلال السويس . كان عدد قوات إسرائيل 40 ألفا من الضباط والجنود وفي نفس الوقت الذي عزلت فيه السويس كان قد تم عزل الجيش الثالث الميداني في شرق القناة.
وكان قد تم تهجير غالبية سكان السويس منذ ان بدأت معارك الاستنزاف عام 1968 . لكن بعد أن لاح الخطر بدأ عدد كبير من مواطني القطاع الريفي القريب من السويس دخول السويس سيرا على الأقدام كما وفد ما يقرب من 500 ضابط وجندي من القوات المسلحة وغالبيتهم من الوحدات الإدارية ومؤخرات الوحدات وكذلك جزء من قوات الجيش الثالث التي كانت تشكل جانبا من احتياطيه التعبوي غرب القناة.
استطاعت السلطات المسئولة في السويس تدبير وسائل إعاشة كل هؤلاء وتم تسليحهم بأسلحة خفيفة قصف الإسرائيليون المدينة قصفا عنيفا وصبت طائراتهم صواريخها وقذائفها على المرافق الحيوية من كهرباء ومياه وتليفونات وسعت إلى تعميق الحرب النفسية ضد المواطنين لدفعهم إلى الاقتناع بعدم جدوى المقاومة وحتمية الاستسلام.
كان قد تم تكوين منظمة سيناء العربية التي تقوم بالعمل الفدائي وتلقى أعضاؤها تدريبات خاصة عن طريق المخابرات الحربية , ومنظمة فرق حماية الشعب للقيام بأعمال الدفاع والحراسة في حالات الطوارئ .استطاع أعضاء منظمة سيناء العربية تدبير بعض الأسلحة ومنها قاذفات آر بي جي 7 والتي كانت سلاحا فعالا ضد الدبابات .لم تنم السويس في انتظار العدو وظل جميع أبنائها ساهرون وعندما حان آذان الفجر امتلأت المساجد بالمصلين.
بعد وصول دبابات العدو تركها الفدائيون تستقر في مواقعها فاعتقد الإسرائيليون أن لا مقاومة وأن لا أحد سيجرؤ على تحدي كل تلك القوات . لكن خرج الأبطال بقذائفهم وضربوا الدبابات وألقوا بالقنابل اليدوية في أبراجها فاشتعلت وأضرموا النار في العربات المدرعة . فزع الإسرائيليون وخرجوا من حصونهم فارين أمام جحافل المواطنين من المقاومة الشعبية.
وحاصر رجال المقاومة قسم شرطة الأربعين الذي احتجز فيه الإسرائيليون عددا من رجال الشرطة لدرجة أن القوات الإسرائيلية عرضت أن تستسلم .كانت معارك السويس ملحمة استطاع خلالها رجال المقاومة الذين تمسكوا بالبقاء داخل المدينة ومن انضم إليهم بعد ذلك من صد قوات العدو وضربها ضربات موجعة ولم تمكنها من استمرار الاحتلال.
كانت المشاعر الوطنية الحماسية تفوق الوصف وكانت المقاومة دليل على تشبث المصريين بمدينة السويس الباسلة رمزا للمقاومة ورفضا للاحتلال .